في
وسط المروج الطبيعية وأثناء تناولي فنجوان القهوة الصباحي مع نسائم الصباح
الندية في زاوية هادئة من المقهي حيث لا أسمع إلا دبدبة الناس المسرعين
إلي العمل وأزيز السيارات في الشارع المجاور والكلمات الصادحة من هنا
وهناك، وفي لحظة تأمل عميق ونظرة ثافبة لحياتنا وما آلت إليه الأوضاع في
بلدي الحبيب، وكيف يجهض الآثمون جنين الأمل في رحم المعاناة، وكيف يسرق
الجناة البسمة علي وجوه البسطاء، وكيف يغرق بلدي كل مرة بالشبر الأولي من
الماء ويتيه شعبي لأبسط العقبات، وفي لحظة شارفت ان لا أري إلا القتامة
والتشوهات في حياتنا، لاح بصيص أمل من بين الركام وشعاع مضئي إرتفعت معه
ترمومتر السعادة في جوانحي.
وهتف هاتف في أعماق قلبي : لماذا لا تري الوجه المشرق في حياة الأمة ؟ ولماذا ذاكرتك الوطنية تحجب الضياء المنبعث في وسط الدمار؟ كأنك من فضائيات أشقائنا العرب والمسلمين التي تري الدمار والدموع ولا تري التنمية والتطور رغم قلته، ويعجبها تفاصيل القتل ويستهويها رعب الإنفجار ، ولا يسرها إعادة الأمل والأمان ولا تلقي بالا بالأسواق التي تعج بالحياة وأطيب الفواكه وأشهاها، ولا الجامعات وردهاتها الجميلة بين حفيف الأوراق وصرير الأقلام، ولماذا تستنكر الجميل وتبعد الزوايا الرائعة من الصورة كما يفعله المربحون علي شقاوتنا أصحاب الضمير الميت؟ حينها رجعت شريط الذاكرة وتماديت دخول التاريخ والبحث عن نضارة الحياة ووسامة الوجه الخفي والوقوف أمام الجندي المجهول في حياتنا.
توغلت تفاصيل القضية...نظرت جميع الزوايا في حياتنا البائسة في العقدين الأخيرين، أكتملت الصورة أمامي واضحة ولا ينقص منها إلا بعض التفاصيل الهامشية، رباه ما أجملها من صورة! هاجمتني رغبة جارفة لبوح الحقيقة، أدركت أن من أجمل الوجوه الخفيه هو نضال المرأة الصومالية وصراعها اليومي مع الحياة ، ورغم ضجيج آدم وعجيجه فالمرأة الصومالية لها يد الطولي والذكر الطيب لإنتشال آلاف الأسر من الضياع، والــ "حواء" الصومالية فرضت علينا إحترامها بكل جدارة واستحقاق.
نظرتُ بين الركام ولا سوى صوت مبحوح وسواعد ناعمة تشمرت لمواصلة الحياة وكفاح البقاء والتمرد علي قوانين الصراع المجحفة، نظرت إلي الأفق القريب فإذا طيف وسيل هادر من البشر يبدوا سوادهم من بعيد، بدأ الشبح في وسط السراب يقترب شئيا فشئيا حتي وضحت ملامحه و سمعت كلماته الرنانة إنها حناجر ذات الصوت الرقيق يرددن ألحان الحب والحياة رغم وصول المسيرة إلي طريق مسدود، إنها لحظة حَرية أن تكون موثقة في أروقة التاريخ وفي سجلات قلوبنا، حيث نعومة الجسم إمتزج مع شعور المسئولية فكوّن خليطا من الإثارة والجمال والجدية في أبهي صوره.
وهتف هاتف في أعماق قلبي : لماذا لا تري الوجه المشرق في حياة الأمة ؟ ولماذا ذاكرتك الوطنية تحجب الضياء المنبعث في وسط الدمار؟ كأنك من فضائيات أشقائنا العرب والمسلمين التي تري الدمار والدموع ولا تري التنمية والتطور رغم قلته، ويعجبها تفاصيل القتل ويستهويها رعب الإنفجار ، ولا يسرها إعادة الأمل والأمان ولا تلقي بالا بالأسواق التي تعج بالحياة وأطيب الفواكه وأشهاها، ولا الجامعات وردهاتها الجميلة بين حفيف الأوراق وصرير الأقلام، ولماذا تستنكر الجميل وتبعد الزوايا الرائعة من الصورة كما يفعله المربحون علي شقاوتنا أصحاب الضمير الميت؟ حينها رجعت شريط الذاكرة وتماديت دخول التاريخ والبحث عن نضارة الحياة ووسامة الوجه الخفي والوقوف أمام الجندي المجهول في حياتنا.
توغلت تفاصيل القضية...نظرت جميع الزوايا في حياتنا البائسة في العقدين الأخيرين، أكتملت الصورة أمامي واضحة ولا ينقص منها إلا بعض التفاصيل الهامشية، رباه ما أجملها من صورة! هاجمتني رغبة جارفة لبوح الحقيقة، أدركت أن من أجمل الوجوه الخفيه هو نضال المرأة الصومالية وصراعها اليومي مع الحياة ، ورغم ضجيج آدم وعجيجه فالمرأة الصومالية لها يد الطولي والذكر الطيب لإنتشال آلاف الأسر من الضياع، والــ "حواء" الصومالية فرضت علينا إحترامها بكل جدارة واستحقاق.
نظرتُ بين الركام ولا سوى صوت مبحوح وسواعد ناعمة تشمرت لمواصلة الحياة وكفاح البقاء والتمرد علي قوانين الصراع المجحفة، نظرت إلي الأفق القريب فإذا طيف وسيل هادر من البشر يبدوا سوادهم من بعيد، بدأ الشبح في وسط السراب يقترب شئيا فشئيا حتي وضحت ملامحه و سمعت كلماته الرنانة إنها حناجر ذات الصوت الرقيق يرددن ألحان الحب والحياة رغم وصول المسيرة إلي طريق مسدود، إنها لحظة حَرية أن تكون موثقة في أروقة التاريخ وفي سجلات قلوبنا، حيث نعومة الجسم إمتزج مع شعور المسئولية فكوّن خليطا من الإثارة والجمال والجدية في أبهي صوره.
أيقنت
أن ينابيع نهر الحياة ومعين الأكسير الذي لا يبنضب يتدفقان من هناك، وفي
لحظة شعور صادق وإعتراف نادر هتفت نعم أجمل صورة تأتينا من النصف الثاني
من البشر، فالمرأة الصومالية تضع رأسها في وسادتها وهموم العيش تهاجمها من
كل الجهات بينما معظم رجالنا شخيرهم يزعج ويسهر الجيران وبنادقهم تحصد
الأرواح، لماذا المرأة الصومالية أصبحت صنو الرجل في كثير من الأحيان تعمل وتكدح وتناضل؟ ....
الإجابة سهلة ومفهومة.
سآت حالة الوطن فقد الرجل الأمن والأمان وأصبح الدجاجة التي تبيض ذهبا وصيدا سهلا لمحبي القتل ومصابي هلوسة الدماء، الأمن خرج عن السيطرة، ماتت النخوة إختفي الوازع ،الرجل إما قتيل أوجريح أو شريد أو خائف من الثأر أو التصفيات، إلزموا البيت ما أمكن هي الوصية السائدة، وعدم المشي في مناكب الأرض ومكامن الرزق وأماكن طلبه يحتم علي المرأة الصومالية قيام مهمام الرجل رغم كثرة الخواطر وتوفر الخوائف،...تدهورت حالة الأسرة المعيشية... أطبق الليل البهيم علي حياة الأسر هنا ولدت فكرة ...غيرت خارطة الحياة.
خرجت "حواء" الصومالية بحثا عن الرزق الحلال لأولادها ولأفراد أسرتها، ولم تجد في مجتمع أمومي تتمتع فيه المرأة تاريخيا بسلطات ربما توازي أو تقارب سلطة الرجل في كفة حياة الأسرة أو القبيلة أو حتي الدولة في بعض مراحلها أي إستنكار أو شجب لأداء مهامها الجديدة وأدوارها الطارئة.
والحق كانت العادة والثقافة الصومالية التي حمت المرأة وصانتها وحفظت شرفها وأتاحت لها الحرية في إبداء رأيها وحقها الأصيل في مشاركة حياة أسرتها أو قبيلتها في السلم وفي الحرب أطيب الأثر لقبول فكرة قيادة المرأة زورق حياة الأسرة إلي بر الأمان وإلي شاطئ السعادة، ولسان حالهن:
سآت حالة الوطن فقد الرجل الأمن والأمان وأصبح الدجاجة التي تبيض ذهبا وصيدا سهلا لمحبي القتل ومصابي هلوسة الدماء، الأمن خرج عن السيطرة، ماتت النخوة إختفي الوازع ،الرجل إما قتيل أوجريح أو شريد أو خائف من الثأر أو التصفيات، إلزموا البيت ما أمكن هي الوصية السائدة، وعدم المشي في مناكب الأرض ومكامن الرزق وأماكن طلبه يحتم علي المرأة الصومالية قيام مهمام الرجل رغم كثرة الخواطر وتوفر الخوائف،...تدهورت حالة الأسرة المعيشية... أطبق الليل البهيم علي حياة الأسر هنا ولدت فكرة ...غيرت خارطة الحياة.
خرجت "حواء" الصومالية بحثا عن الرزق الحلال لأولادها ولأفراد أسرتها، ولم تجد في مجتمع أمومي تتمتع فيه المرأة تاريخيا بسلطات ربما توازي أو تقارب سلطة الرجل في كفة حياة الأسرة أو القبيلة أو حتي الدولة في بعض مراحلها أي إستنكار أو شجب لأداء مهامها الجديدة وأدوارها الطارئة.
والحق كانت العادة والثقافة الصومالية التي حمت المرأة وصانتها وحفظت شرفها وأتاحت لها الحرية في إبداء رأيها وحقها الأصيل في مشاركة حياة أسرتها أو قبيلتها في السلم وفي الحرب أطيب الأثر لقبول فكرة قيادة المرأة زورق حياة الأسرة إلي بر الأمان وإلي شاطئ السعادة، ولسان حالهن:
إن لـم يـكن إلا الأسـنة مـركب *** فــلا رأي لـلمحول إلا ركوبها!
سافرتُ إلي سحيق ثقافتنا وتجولت جنبات التاريخ ومتحف الذاكرة وبهو الحياة بحثا عن الدرة المصونة واللؤلؤة الثمينة والواجهة المشرقة في رحيق الأمة، وقادني سفري وحبي إلي رد الإعتبار لتاريخ أصبحت مهمشة ومشاعر رقيقة داست عليها البلادة والجحود، أمام تمثال يستحق المشاهدة وأمام علَم نستجير به في الليالي الظلماء لنجد عنده الدفء والحنون والعاطفة الصادقة والرقة الربانية والأيدي الناعمة.
واصلت قرآتي المتأنية في صفحات التاريخ وأسطر الحقب المتلاحقة في حياتنا وفجأة هالني منظر خلاب ومشهد رائع في وسط الصحراء، لم أستطع رؤية تفاصيله ولم يتسني لي إحاطة ملامحه ،ولكن كان الحب منقوشا علي جنباته، والإخلاص يشع من عيونه وندبات السنين واضحة علي محياه الأنيق.
لم أتوقف عند حاجز الإنبهار بل توغلت إلي سحيق التاريخ، وفي غضون ساعات مرت كلمح البصر صاحبتها إثارة وإرتفع المزاج إلي منتهاه، إنتهي فنجاون القهوة وأصابه جفاف عجيب! نظرت إليه نظرة تذمر وعتاب، طلبت من النادل إحضار فنجان ثاني ليرافقني في رحلتي الطويلة من أجل الإنصاف والإعتراف، ولم يخلو المشهد من النكت الطريفة والحكايات المزعجة والتجاوزات الواضحة، ومن سخرية الموقف وعناء رحلة الذاكرة شعرت بتعب شديد وأنا ممدود علي كرسي الوثير لم أحرك ساكنا، ولكن أعتقد أن قطار التاريخ ورحلة الإنصاف سريعة أكثر من اللازم ومرهقة أكثر مما نتصور.
تناولت القهوة وكأسا من الماء الزلال لترطيب الجسم وتقوية الذاكرة وحمايتها من الجفاف والتعب في رحلتها المرهقة، ولم أزل أتلذذ بإرتشاف القهوة والعكوف علي قرآت سفر التاريخ حتي وصلت إلي مقطع رائع وأسطر جميلة تشبه الأشعار الكلاسيكية الصومالية ذات التأثير العميق في رقتها وتناسقها مع إحتفاظها روح الأصالة وعراقة المنبت.
تمعنت النظر إلي المقطع هزتني الكلمات... أتلهث بدون سبب ...شئ ما يجذبني إليه ...إلهي ماهذه الروعة ؟ هل يستحق صحراء الأوراق وسواد مداد الأقلام هذا المقطع الأوبرالي الموزون والأسطر التي تحاكي الحرير في روعتها؟ تركت التساؤلات وهي تحوم حول ذاكرتي تنتظر إجابات مقنعة،ولا تنتهي أبدا إلي إجابة واحدة بل تتفرع إلي عشرين دروب للجواب أو أكثر، وربما تشكل معرفتها مصدرا لشقاوتي وإفقاد متعتي المصطنعة.
غيرت بوصلة الموقف وإستحضرت قاموسي اللغوي المتواضع لكي أحلل كلمات المقطع ذات المعاني الجليلة والألفاظ الرائعة، والتناسق المبدع، حاولت عبثا فهم السطور وتحليل الحروف وتفكيك طلاسم المعاني ،عجبا عصية عن الحل شامخة في كلماتها عالية في أدبها رائعة في سلاستها وكأنها تضاهي أو ترنو أن تصل حواء الصومالية في طيبتها الأصيلة وأنوثتها الطبيعية وإخلاصها المبهر وجديتها الصارمة مع إحتفاظها بروح المرح والدعابة، حقا إنه عنوان حري للدراسة والبحث العميق في تفاصيله وحكاياته المحببة إلي النفوس.
لم تضعف عزيمتي بسبب صعوبة مواصلة السير في رماد الذكريات وتحجر الحروف أمام موهبتي البدائية، وجغرافية التاريخ الوعرة ووسط ضبابية الحقيقة وبُعدها المؤثر عن الأضواء، ولم أكن أطلب الإستراحة في رصيف المشاكل لحرصي الشديد في إحاطة الموضوع ومعرفة تفاصيله، فتشجمت مواصلة السير إلي مصبه الطبيعي وإلي منتهاه الآسر.
بعد طول المسير أيقنت أن التحلي بالقوة وقبول الواقع أمر لابد منه، لأن الأيدي كلت عن القيادة والجسد عن مواصلة المسيرة، وضعف المجداف وأرست سفينتي إلي شاطئ الحيوان وساحل المحبة بدون تخطيط مسبق، بل بصدفة محضة وبدقة رائعة من أنامل القدر، هالني حريرية رماله ونعومة أرضه ونظافة مياهه وصحو الأجواء بوجه عام ووفرة خيراته وتعدد وسائل حياته وإخلاص أهله وتناسق أجزائه وعبيره الفواح وشذي سحره الخلاب!.
تحسرت تأخري عن هذا الموقع الجميل، وتأسفت كيف يرمي الجميع الضعف والجهل وقلة الإمكانيات في هذا البقعة الساحرة؟ وقلت في نفسي من ينظر هذا الساحل من بعيد لا يتعدي نظره في تلال الساحل الذي يشبه الصحراء في النظرة الأولي، ولا يستطيع إلارؤية حبات رماله المتناثرة فوق صفح الطريق ولون المياه الزرقاء وبعض الشجيرات من هنا وهناك! وربما يقول وفي غمرة نظرته القاصرة وخلفيته المشوهة لمساهمة الجزيرة عن الحياة ، أن الساحل قاحل ولا يوجد فيه سوي هدير المحيط وخطورة حيوانه والأمواج العاتية التي تغرق السفن وتهلك الإنسان، وجميع ما يكدر صفو الحياة ! وحقيقة القول أن هذا الحكم ليس ناجما إلا عن قلة المعرفة وهو مبنيي بإزدراء الآخر، والجحد المقصود عن جمالها ومعرفة تفاصيلها وأوقات هدؤها وزمن صفائها!
هذه الأحكام الجائرة لأكسير الحياة وطوق النجاة ذكرتني كلمات شجية لأغية سودانية شهيرة " قرب شديد شوف العجيب" ولم أفهم معني الأغنية إلا هذه اللحظة! لأن البعد يجعل الإنسان القسيم شبحا مخيفا، والأغصان الرائعة ذات الورود الجميلة مجرد صورة سوداء يتفرع منها أطياف أكثر قتامة ووحشية منها، ولكي تتمتع بجماليات الكون والحياة يجب أن تتمتع بحس مرهف وإنسانية طاغية وذوق رفيع ومزاج عالي ونسبة معقولة من المعرفة والإحترام.
تجولت أرجاء الجزيرة، وتنعمت بجوها الرومانسي وقرأت لوائحها ولوحاتها الفضية المزركشة المتعلقة علي أهداب أشجارها وانسجمت مع كائناتها بأقل مما كنت أتصور! تعلقت بها... أحببتها...إحترمتها... راق لي أن أتعرف في كنهها، وكيف لها أن تمنح الحب والحنان بدون شرط ولا تعويض وبلا منّة ولا أذى؟ بل كيف يمكن أن تمنح صحتها وأعزما لديها وينتهي شبابها ويذبل ورودها لإسعاد غيرها ولا تجد إلا تعنتا ووجوها كالحة ونكران سئي للجميل!؟ ولكن قيل قديما إذا عرف السبب بطل العجب فحياتنا ملئية بالأوغاد لا يعجبهم الجميل كما هي ملئية بطيبين يشكلون ريحان الحياة وملح الأرض.
ألا إنها الدنيا وتلك شجونها يعيش بها عات زنيم وطيب.
إستقر رايئ الأستجمام بين ربوع الجزيرة والتقلب في أجزائها الهادئة والإستظلال بظل دوحتها الوارفة، مكثت فيها مدة أتنعم بخيراتها الوفيرة وصنوف حياتها الشيقة وطبيعتها الخلابة، ولا يكتمل تفاصيل القضية إلا بذكر هذه الجزيرة التي تمد الوطن أكثر من نصف خيراته، وتغذي البطون الجائعة وتؤاسي المجروحين وينام في حضنها الكبير والصغير بأمانن ويدخل بصحبتها سكون الحياة وسرمديات السعادة، وفوق ذالك تشكل هذه الجزيرة علي خريطة الوطن بقعة مرتفعة آمنة واضحة المعالم بارزة التفاصيل وكانهأ تؤكد علوّ قدرها وسمو مكانتها وعدم إنقطاع خيراتها وشموخها في الإنخراط إلي العبثيات والصراعات المخيفة.
المقطع الأنيق والجزيرة المبهرة هي المرأة الصومالية التي مازالت تشكل عصب الحياة، والمنقذ الحقيقي والعائل الوحيد لملايين الأسر الصومالية في ربوع الوطن!، تسآلت كيف استطاع هذا الأنسان الضعيف جسميا والرقيق عاطفيا أن يكون اليد التي تطعم أكثر الأسر الصومالية ؟ ولماذا تثقل علي كاهلها الناعم مشقات كثيرة ربما تفوق علي طاقتها وتكوينها الجسماني؟، ولكن أنقشعت الغمامة وذاب الثلج وبان ما تحته حين عرفت أن المرأة الصومالية أظهرت نضجا ووعيا ونبوغا في كافة المجالات، وأن رقة عاطفتها وحبها الأصيل وتكيفها السريع علي البئية تجعلها أكثر تحملا وولاء من الرجال في الحالات المعقدة مثل الحالة الصومالية المستعصية علي الحل.
لا يزال بريق العين والإصرار الكبير وملامح الوجه ومزاحمت الرجال وتفوقها في كثير من الأحيان يبدي بوضوح تقاعس آدم في دوره وقيام دورهن بأكمل وجه، وأعتقد أنه لا يوجد بيت صومالي لم تساهم فيه المرأة الصومالية في تحسين حياة أسرته سواء كانت أما أ زوجة أو أختا أو بنتا، بل الأيادي البيضاء ذات السوار جعلت معظم الحياة الصوماليين ذات معني وقدمن تضحيات جليلة في بلد ركب الأمن في كف عفريت ولم يخرج بعد في أتون التيه وردهات الصراع، في حين بات الرجل ينفث السم في جسم الأمة ويدق الأسفين في الوطن الملتهب ويكب الملح في جرح كرامتنا النازف أكثر من عقدين.