أثار
سد الألفية أو النهضة في إثيوبيا زوبعة إعلامية وحروبا نفسية تطورت إلى
التلاسن والتهديدات وتلاطمات كادت في لحظة من اللحظات أن تتطور إلى حرب
ضروس على المياه مسرحها القرن الأفريقي تلك المنطقة المنكوبة تاريخيا بسبب
السياسيات والأفكار الجنونية التي إتبعتها
القادة أو بسبب الحروب الأيديولوجية التقليدية بين الإسلام الزاحف من
السهول الشرقية والسواحل الشرقية للمحيط الهندي وبين النصرانية المتقوقعة
في الهضاب والمحصورة فوق المرتفعات والجبال الحبشية.
وأقول القرن الإفريقي بعد بروز التصريحات المتعاقبة التي تدعو إلى إستخدام الصومال وجيبوتي كقوة ناعمة لمصر توفر لها القواعد العسكرية الحيوية إذا دعت الضرورة بل ستشاركان الزحف المبارك نحو السد، وكأن هذه الدول ليس لها سيادة بل هما محافظتان مصريتان! والتصريحات التي تدفع المنطقة إلى الهاوية لم تقف عند هذا الحد بل طرحت عن تسليح المعارضة الإثيويبة واستخدامها كورقة ضغط على إثيوبيا، وخاصة الجبهات المسلحة في أوغادينيا وأروميا وكأن القضية الأوغادينية وليدة اللحظة!
وبعيدا عن التهويل السياسي والحروب النفسية والتضخيم المقصود للضرر السد من الواضح أن للسد إيجابيات كثيرة لإثيوبيا ولدول المنطقة المجاورة لها حيث تقدر طاقته الكلية أكثر من 6000 ميغاوات وقد يحجز السد ما يقارب16مليار مكعب من المياة الثابتة و60مليار مكعب من المياة المتدفقة المولدة للكهرباء وهذه القوة التي تجعل السد ثاني أكبر سد في إفريقيا تعود بنفع لدول الجوار ولإثيوبيا الفقيرة وقد يحسن إقتصادها الضعيف ومعيشتها الصعبة في ظل زيادة هندسية للسكان التي من المتوقع أن تتتجاوز بعد ربع قرن 100مليون نسمة.
ولكن أيضا له مثالبه المتعددة حيث من المتوقع أن تتضرر حصة كل من السودان ومصر في بناء هذا السد العملاق مما جعل خبراء مصر وسياسيوها سواء في المعارضة أو الأحزاب الإسلامية الحاكمة تتحدث عن اساليب رادعة وقائية لنية إثيوبيا في بناء هذا السد العظيم، وشحن الأجواء بعض التصريحات النارية واللقاء المتلفز الذي جمع الرموز السياسية مع الرئيس مرسي وما تبعه من الإقتراحات الساذجة والقريبة إلى الأفلام الخيال العلمي حيث اقترح بعض المشاركين الهجوم على السد وتدميره بطائرتين حربيتين تذهب إلى إثيوبيا وتحلق في الأجواء كلمح البصر وتدمر
المشروع بثواني وترجع إلى قاعدتها بسلامة وبزغاريد النصر!.
يؤثر السد في جوانب متعددة من العلاقات الثنائية والتكتلات الإقليمية سواء كان سياسيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا لذا من المطلوب أن تقول الحكمة كلمتها خاصة في ظل الإصرار الإثيوبي لبناء السد وإشاراتها المتعاقبة أنها ترفض الأساليب العدائية والحروب النفسية التي تثيرها مصر لردع إثيوبيا وحقها المكفول في التصرف التام بمياهها.
وهنا نحتاج إلى وساطة تدعم الحوار وروح التعاون وزرع الثقة بين الأطراف وبإمكان السودان أن تلعب هذا الدور لأن لها دورا محوريا وهاما في معالجة الخلافات وتقريب وجهات النظر وسوء الفهم والتوتر الموجود بين مصر وإثيوبيا لضمان الإستقرار وتجنيب المنطقة مزيدا من الصراعات العبثية الغير مبررة.
وهذا المسار التصالحي أكدته الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري كامل عمرو لي أديس والبيان المشترك بيت القيادتين كان ناضجا، وتعتبر الزيارة تاريخية بكل المقاييس والتصريحات المطمئنة لمعالي الوزير بعد لقائه عددا من القادة الإثيوبيين توحي أن مياها جرت تحت الجسر وأن اطار الحرب وطبوله قدانحسر والتصريحات العدائية بين البلدين قد انتهت في حين أن التفاهمات والحوارات والنقاشات الجادة ستكون العنوان الأبرز في المرحلة المقبلة.
ولابد أن تبتعد السياسة والصحافة المسعورة عن القضية ولو لحظة لكي نسمع آراء الخبراء والمتخصصين والفنيين لمعرفة مدى الضرر الذي يمكن أن يؤدي السد إلى حصة مصر من مياه النيل، وبعد المعرفة نحتاج إلى سياسة رشيدة وتفكير عقلاني بين الأطراف ونحتاج أيضا إلى وساطة مسؤلة تمتلك ثقة الطرفين وتقف مسافة متساوية بين الأطراف المتصارعة، والسودان مرشح بقوة في هذه الوساطة وليس هذا الدور الريادي جديدا على الدبلوماسية السودانية حيث قامت بهذه الأدوار أكثر من مرة على الصعيدين العربي والإفريقي ولا يكون عصيا على السودان أن تكون رائدة في هذا المجال لعلاقتها القوية مع أديس أبابا والروابط التاريخية والحغرافية التي تربط الخرطوم بالقاهرة.
وأقول القرن الإفريقي بعد بروز التصريحات المتعاقبة التي تدعو إلى إستخدام الصومال وجيبوتي كقوة ناعمة لمصر توفر لها القواعد العسكرية الحيوية إذا دعت الضرورة بل ستشاركان الزحف المبارك نحو السد، وكأن هذه الدول ليس لها سيادة بل هما محافظتان مصريتان! والتصريحات التي تدفع المنطقة إلى الهاوية لم تقف عند هذا الحد بل طرحت عن تسليح المعارضة الإثيويبة واستخدامها كورقة ضغط على إثيوبيا، وخاصة الجبهات المسلحة في أوغادينيا وأروميا وكأن القضية الأوغادينية وليدة اللحظة!
وبعيدا عن التهويل السياسي والحروب النفسية والتضخيم المقصود للضرر السد من الواضح أن للسد إيجابيات كثيرة لإثيوبيا ولدول المنطقة المجاورة لها حيث تقدر طاقته الكلية أكثر من 6000 ميغاوات وقد يحجز السد ما يقارب16مليار مكعب من المياة الثابتة و60مليار مكعب من المياة المتدفقة المولدة للكهرباء وهذه القوة التي تجعل السد ثاني أكبر سد في إفريقيا تعود بنفع لدول الجوار ولإثيوبيا الفقيرة وقد يحسن إقتصادها الضعيف ومعيشتها الصعبة في ظل زيادة هندسية للسكان التي من المتوقع أن تتتجاوز بعد ربع قرن 100مليون نسمة.
ولكن أيضا له مثالبه المتعددة حيث من المتوقع أن تتضرر حصة كل من السودان ومصر في بناء هذا السد العملاق مما جعل خبراء مصر وسياسيوها سواء في المعارضة أو الأحزاب الإسلامية الحاكمة تتحدث عن اساليب رادعة وقائية لنية إثيوبيا في بناء هذا السد العظيم، وشحن الأجواء بعض التصريحات النارية واللقاء المتلفز الذي جمع الرموز السياسية مع الرئيس مرسي وما تبعه من الإقتراحات الساذجة والقريبة إلى الأفلام الخيال العلمي حيث اقترح بعض المشاركين الهجوم على السد وتدميره بطائرتين حربيتين تذهب إلى إثيوبيا وتحلق في الأجواء كلمح البصر وتدمر
المشروع بثواني وترجع إلى قاعدتها بسلامة وبزغاريد النصر!.
يؤثر السد في جوانب متعددة من العلاقات الثنائية والتكتلات الإقليمية سواء كان سياسيا أو إقتصاديا أو إجتماعيا لذا من المطلوب أن تقول الحكمة كلمتها خاصة في ظل الإصرار الإثيوبي لبناء السد وإشاراتها المتعاقبة أنها ترفض الأساليب العدائية والحروب النفسية التي تثيرها مصر لردع إثيوبيا وحقها المكفول في التصرف التام بمياهها.
وهنا نحتاج إلى وساطة تدعم الحوار وروح التعاون وزرع الثقة بين الأطراف وبإمكان السودان أن تلعب هذا الدور لأن لها دورا محوريا وهاما في معالجة الخلافات وتقريب وجهات النظر وسوء الفهم والتوتر الموجود بين مصر وإثيوبيا لضمان الإستقرار وتجنيب المنطقة مزيدا من الصراعات العبثية الغير مبررة.
وهذا المسار التصالحي أكدته الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري كامل عمرو لي أديس والبيان المشترك بيت القيادتين كان ناضجا، وتعتبر الزيارة تاريخية بكل المقاييس والتصريحات المطمئنة لمعالي الوزير بعد لقائه عددا من القادة الإثيوبيين توحي أن مياها جرت تحت الجسر وأن اطار الحرب وطبوله قدانحسر والتصريحات العدائية بين البلدين قد انتهت في حين أن التفاهمات والحوارات والنقاشات الجادة ستكون العنوان الأبرز في المرحلة المقبلة.
ولابد أن تبتعد السياسة والصحافة المسعورة عن القضية ولو لحظة لكي نسمع آراء الخبراء والمتخصصين والفنيين لمعرفة مدى الضرر الذي يمكن أن يؤدي السد إلى حصة مصر من مياه النيل، وبعد المعرفة نحتاج إلى سياسة رشيدة وتفكير عقلاني بين الأطراف ونحتاج أيضا إلى وساطة مسؤلة تمتلك ثقة الطرفين وتقف مسافة متساوية بين الأطراف المتصارعة، والسودان مرشح بقوة في هذه الوساطة وليس هذا الدور الريادي جديدا على الدبلوماسية السودانية حيث قامت بهذه الأدوار أكثر من مرة على الصعيدين العربي والإفريقي ولا يكون عصيا على السودان أن تكون رائدة في هذا المجال لعلاقتها القوية مع أديس أبابا والروابط التاريخية والحغرافية التي تربط الخرطوم بالقاهرة.