لا أعرف مصطلحا يفي بغرضي ويقرب ما أريده ويوضح مأربي
ويكشف للناس نوايا الحكومة الصومالية وغرضها الحقيقي عن مواقفها المخزية
والمحرضة علي المواجهة المسلحة ودخول أتون الحرب الأهلية في بعض الأحيان من
“خيار شمشون” ذالك الخيار المفزع والمخيف الذي معناه هدم الصرح أو المعبد
بمن تحته ليموت الجميع، وحقيقة أذهلتني الردود السلبية والتفاعل السيئ
والمشحون مع إختيار رئيس جوبالاند وإنتهاء المؤتمر بنجاح باهر أثلج صدور
المواطنين لما للمؤتمر من أهمية قصوي في حياة المواطنين علي الصعيدين
الأمني والمعيشي وتعلق آمال الشعب عليه وإنتظارهم بفارغ الصبر للمخاض
العسير والمسيرة الطويلة للمؤتمر.”
“والتفسير الوحيد لإختيار الدولة بـ “خيار شمشون” في تعاملها مع نتائج المؤتمرهو أن في ظل المأزق الذي تعيشه الدولة الصومالية والمرحلة الفوضوية التي تمر بها دوائر صنع القرار في أروقة الحكومة وعدم التواصل والتحاور والكيد السياسي الذي جثم علي صدرالدولة بدأ من قمة الهرم إلي قاعه والأمراض الإدارية الذي فشي علي جسدها الناعم والتي جعلت فقدان الثقة بينهم العنوان الأبرز في الساحة وأثر الأداء الحكومي وأضعف مكونات الدولة سواء كانت الأجهزة الأمنية والسياسية والقضائية والتخبط الكبير الذي طرأ علي سياسة الحكومة حتي أصبح الخوف من أدائهم الضعيف”
ومن سياساتهم السفيهة مصدر ذعر للمواطنين المنكوبين أصلا بحثت
الدولة كبش فداء للتنصل من واجباتها والتستر من تجاوزاتها وضعفها
والإختلاف الدائم فيما بينها ووعودها الكاذبة التي قطعت للشعب المغلوب علي
أمره أيام الحملات الإنتخابية، ولم تجد الحكومة ما يمكن أن يصرف النظر عن
سوء إدارتها ومراهقتها السياسية أحسن من كسمايو وإجهاض إرادة أهلها مستفيدة
الزوبعة التي صنعتها وماصاحبها من صخب إعلامي وضجة مفتعلة وغوغائية اتسمت
الحكومة مما خلق جوا مشحونا وتوترا في أوساط بعض الشعب الذين لا يعرفون
سياسة الحكومة وأجنداتها المخفية ووجهها الحقيقي والدافع الأهم لخطواتها
البطئية والسلبية تجاه جوبالاند مما جعل شريحة كبيرة من المجتمع وخاصة
البسطاء يتبنون أفكار الحكومة الهدامة أو يتعاطفون معها ظنا منهم أنها
الأصلح والأجدر ومن حق الحكومة أن تنظم الآلية الحاكمة للفيدرالية وكيفية
تطبيقها علي الوطن.
“ولكن لا تكون كسمايو شماعة تعلق عليها الحكومة إخفاقاتها وفشلها الذريع وعدم الثقة بين قادتها لأن الشعب الواعي والمواطنين في جوبالاند يدركون المآرب الحقيقية للحكومة ويعرفون ما وراء القناع ويزيد قناعة الشعب لمشروعهم الريادي ( جوبالاند) عدم وجود بديل جاهز ينقذهم ورؤية واضحة ومشتركة وسياسة رشيدة تقود تصرفات الدولة بل من الوضح أنه لا يوجد إرادة حكومية لقيادة الناس إلي بر الأمان وليست لدي الحكومة برنامجا حكيما ووسائل جاهزة لتفعيل الدستور وبناء الدولة الصومالية وإحترام إرادة الشعب لإختيار ما يراه مناسبا ومتناغما مع أهدافه وطموحاته ليغير وضعه المزري وحياته البائسه التي عاشها في العقدين الآخيرين.ومن الواضح أن الفوضة الأمنية والبلبلة السياسية وتأليب رأي العام ضد المؤتمر المنعقد في كسمايو ونتائجه العادلة وتوجيه العامة إليها وإلهاء الجمهور في قضية كسمايو وصرف الأنظار عن العجزالذي أحاط الحكومة كإحاطة السوار بالمعصم والزوبعة الكبيرة التي تثيرها الحكومة في جوبالاند هي فقاعة في فجان لا تؤدي أبدا إلي نتيجة إيجابية سواء كان في الميدان والحكم أو تشكيل رأي العام بل تؤدي إلي نتائج عكسية ويكون دليل قوي علي مدى الفشل السياسي والإفلاس الفكري والقيادي التي يتمتع بها قادة الحكومة وصناع القرار في الصومال.”
والتآمر الواضح علي سكان جوبالاند سينتهي بإنكسار وخيبات
متتالية لأنه يرتكز بمرتكزات فاسدة ومقومات فاشلة وبالتأكيد هو مشروع مات
قبل أن يولد ولا يحتاج إلي دليل لبطلانه وهشاشته وبعده عن الوطنية ولا
ينطلي علي المواطنين في كسمايو وفي غيرها من المدن لأنهم بفطنتهم
وعبقريتهم يعرفون أن الكلام المعسول ورائه سم زعاف وعلقم مرير وتدرك
القيادة الموجودة في كسمايو بسبب نضجها السياسي وحسها الوطني ورؤيتها
الرشيدة أنه آن الأوان لقيادة الإقليم والمواطنين نحو شاطئ السعادة ولابد
من التغلب علي جميع العوامل التي تؤدي إلي الإنحطاط وكل شئي بإمكانه أن
يشكل حجر عثرة علي إرادة الشعب لإختيار حكومتهم الإقليمية لتقود الجموع إلي
نحوالرفاهية والعيش الكريم.
“ولم يكن يخلوا في بالهم مدي جسامة العوائق وعظمة التحديات لذالك بدات وبخطي حثيثة الخروج الآمن ومواجهة التحديات والطموح إلي نحو ولاية مزدهرة وإقليم متطور يتمتع بأمن وأمان واقتصاد قوي ومستوي معيشي مقنع جدا لإ متلاكه الثروات اللازمة والمصادر الأساسية ليكون الإقليم الأهم في الصومال ومن المفارقات أن هذه النقطة الأخيرة تشكل العقبات الأساسية التي تجعل الإقليم محطة أنظار يطمع فيها كل من له أطماع سياسية وإقتصادية عبر التاريخ ولا يزال المسلسل والمسرحية السئية مستمرا لقمع إرادة المواطنين في جوبالاند وحقيقة القول الأجندات التخريبية للحكومة الصومالية تجاه جوبالاند والإدارة الشرعية المنتخبة تضع علامة إستفهام كبيرة حول الشخصيات القيادية في الدولة وما هي أهدافهم؟ ولماذا تخلق الحكومة الفوضي الخلاقة والتوترات الأمنية ومن المستفيد ما بدات إرهاصاته الآن؟”
كان الوضع في كسمايو آمنا وهادئا لدرجة كبيرة ولكن كما نعرف
وكغيره في مناطق الصراع المركزية في الصومال لم يكن قويا ذات مرتكزات آمنه
وقوية وكانت تعتبر بؤرة ساخنة تشكل برميل بارود بإمكانه أن ينفجر في كل
لحظة مما يمكن أن يؤدي إلي إنزلاقات خطيرة وتوجه نحو الهاوية وما تزال
كسمايو تمثل الخصر الرخو في جسم الصومال لتوفر عناصر التوتر فيها وسيطرة
المدينة في بعض تاريخها عقول موبؤة لا تقبل إلا أن تكون جماجم الناس مفروشة
في الطرقات أو أن تجلس بكرس الرئاسة الوثير لأنه ببساطة متفنن في مص الدم
ولعقه وإبادة الناس وتهجيرهم وتشريدهم ويتبع كل الطرق والسياسات الملتوية
التي تصله إلي أهدافه ونكاد نجزم أن تحركات الدولة الطائش وإرسالها البعثات
والوفود تلو الأخري التي تهلك ملايين الدولارات بمؤتمرات عبثية وعقيمة
وأجنداتهم الهدامة تغذيه أهداف مشبوهة وهو أشبه بخيار شمشون وهو أسطورة
قديمة وسياسيا هو مصطلح يستخدم لمن يريد الهدم وأن يطال الموت والخراب جميع
الناس وبصيغة أخري الدولة الصومالية منيت بفشل ذريع نال جميع المحاور
الأساسية لذا تحسد جميع من يسعي إلي النجاح ويضرها التقدم والتطور الذي
تسعي إليه الأطراف الأخري وتحتاح الغيرة في عقولها المريضة
“ولا يخلو منها القبيلية والحسد والحقد والمصالح الشخصية والديكتاتورية في اتخاذ القرار وإرادة القادة لتكوين دولة عميقة تعمل وفق عقلية رجل الواحد تكمم الأفواه وتنهب الأموال وتقتل الرجال وتسيطرها قبائل معينة وفئة فاسدها أفواههم مفتوحة وجيوبهم كثيرة في ظل إقصاء وتهميش قبائل أخري وإبعادها مناطق النفوذ ومراكز صنع القرار وقيادة الدولة وإغتيال الكفاءت العلمية والإجتماعية والقيادات التقليدية وتقريب المجرمين والفاسدين وزعماء الحرب كل هذا مخافة أن يكشف التنمية والأمن الذي تريده الحكومات الولائية وجهها الحقيقي وماذا وراء القناع المزيفومن العجيب أن بعض متنفذي الدولة الوليدة بدؤو يعدون طبخة سرية في الغرف المغلقة لتعجيل الصدام الحتمي والمواجهة التي تقرع طبولها طاقم فيللا صوماليا وتذكي أوارها قلة من المرتزقة فاقدي الوعي وبائعي الوطنية مقابل دولارات تدفعها الحكومة ولا غرو في ذالك فالترويكا المتفقة علي إدخال الوطن إلي غياهب النفق المظلم والتي اختارت خيار شمشون كسياسة معتمدة وموجه لأجنداتها لا تتورع أن تستخدم الخبث السياسي لتصل إلي أهدافها طموحاتها ووتستنجد كل ما هو قبيح لسيطرة مفاصل الدولة وإن كانت بإراقة الدماء الزكية التي لم تكن أن تراق وتسعي نحو إثارة النعرات الجاهلية وإحياء الصراعات العبثية من مرقدها وتدفع المأجورين أصحاب الضمائر الميتتة نحو حروب قبلية طاحنة والجنوح إلي الحسم العسكري الذي هو إختيار بعيد وفاشل لكون من تضع الحكومة جميع بيضتها في سلتهم فئة منبوذة من كافة الشعب لا يستطيعون حتي حماية أنفسهم من المسآلة أو السجن أو الترحيل ناهيك عن دفاع المشروعات القبلية والحكومية الهدامة رغم إعتماد الدولة لهم وتسخيرها كافة الوسائل”