…ويطول
بنا الحديث ويتشعب ويتسع نستذكر مراتع الصبا وأزقات الحارة وبيوت الجيران
ويمر أمامنا طيف الطفولة وذكرياتها الجميلة وعالمها المتميز؛ حيث كانت
الحياة لا تعرف التعقيد بل تمتاز ببرآءة الطفولة وعفويتها… نلعب ونلهوا
ونتشاجر بأمور قد تبدوا اليوم تافهة لكنها كانت في منتهى الروعة والجمال في
عقل الطفل وحلم الصبا!، كنا نلهوا ونستمتع بأشياء اخترناها لأنفسنا رغم أن
الحروب والمشاكل والصراعات العبثية التي تخطت كل لغات المقبولة، ودخلت في
حيز اللاممكن واللامعقول حرمتنا كثيرا عن الترف والبذخ والدميات المتكدسة
في بيوت أطفال العالم.
ما أجمل عالم الطفل وبرآته
القادرة على إدارة حياته!، كنا نتقاسم الأدوار بدقة متناهية كي تستمر
اللعبة ونعمل ونجتهد بلا كلل أو ملل وبدون الكيد والضغينة والحقد والحسد
والابتسامات الصفراء التي أصبحت اليوم السياسة المعتمدة في كافة الأطراف،
فإذا أتعبنا الجهد كنا نرتمي إلى حضن الأم الدافئ التي هي كل شيء في حياة
الطفل وكنفها الشفيق الذي يزيح عنا صقيع الأيام ـ وكل كنف في كنف الأم
غربةـ.
ونسترجع الذاكرة وبيقظة
واعية ويمر قطارنا السريع وذكرياتنا المشحونة بالشجون الذي استحوذ على
الأسماع والمشاعر والشوق الذي يعصف قلوبنا أيام المدرسة التي كنا نغدو كل
يوم ومع قسمات الفجر وتباشير الصباح إليها -لنغذي عقولنا الصغيرة بالعلم
والمعرفةـ وروعة طوابيرها وعبق زهورها وتغريد عصافيرها ولمع نجومها وحيوية
أشبالها وشجاعة فرسانها وعبقرية براعمها وندى القرآن وطريته، وقرآتنا
الجماعية التي تنطلق إلى عنان السماء وحلاوة الأدعية والأذكار الصباحية
التي نرددها ليحمينا الله كل مكروه في يومنا، وفي خضم هذا الموقف العاطفي
الذي أثر خبايا النفس ومكونات الذاكرة نتذكر الإطلالات الرائعة لأستاذنا
المفضل أستاذ الجغرافيا والتاريخ الذي كان يتحف بنا بعلمه الغزير المدرار
ويغمرنا بحبه الأبوي الفيّاض، فتهتز مشاعرنا ونتوق إلى تلك الحياة التي كنا
نشبه الطيور نطير من بيت إلى بيت ومن دوحة إلى أخرى ومن غصن إلى غصن بلا
قيود أو حدود وندخل بذلك عمق التاريخ.
ورغم أنه لا طائل من تشريح
جثة الزمان وإعادة عجلة التاريخ؛ إلا أننا نقرأ على كل الجبين سطور الفخر
وتطغى فرحة الحب على وجوهنا ونقطع آلاف الأيام وعشرات السنين ونرجع عقارب
الزمن؛ لنصل إلى ذلك الزمن الجميل الذي غاب عنا بلا رجعة والحياة الهانئية
السعيدة، وتبوح الكلمات كلما لديها ويحلو الحديث وترتفع نبراته ومعه ترتفع
القهقهات والضحكات المجلجلة كلما تعمقنا تفاصيل الصبا وأيام المراهقة التي
كانت معرفة الجنس الناعم ومغازلتهن والسمر في ضوء القمر والاستجمام في رمال
شوطئ مدينتنا الحريرية والاستمتاع بطبيعتها الخلابة قمة الروعة والجمال!
نتبادل معهن النظرات الحميمية التي ترى العين فلا تخطئه، لكن ـوبحق- كانت
نظرات بعيدة عن الفحش والابتذال والخناء والريبة؛ بل كانت نظرات تحمل برآءة
الطفولة وسذاجتها وفضول المراهق ونزواته كل منا يحس في أعماق قلبه شيء
لذيذ لا يعرف كنهه ومعناه، ولا يستطيع تفسيره، ورغم ذلك يشعر في قرارة قلبه
الحنين والشوق، ننقش الكلام والحب على شغاف قلوبنا كي لا يضيع! ولغة
القلوب الصادقة هي التي يتحدث بها المحبون دون أن تنطق ألسنتهم شيئا! نشتري
لهن هدايا الطفولة المتواضعة التي كانت تمثل لنا في ذلك الوقت وكأنها أغلى
هدية في هذا الكون الفسيح.!
لم أدر ما طعم الهموم ولونها ***وأرى الجمال فلا أصاب بحرقة
أغفو وقلبي ليس فيه صبابة *** تدع المنام محرما في ليلتي
وأنام ملء الجفن ما أمنيتي *** إلا عسى في الصبح ألقي لعبتي
إن حن شيخ للشباب فإنما *** قلبي يحن إلى زمان طفولتي
أنا في شبابي بائس ما في يدي *** إلا الدموع تحدرت من مقلتي
ذكرى الطفولة ما تمر بخاطري *** إلا ذكرت بها نعيم الجنة.
ولا أدري ما كان سر إعجابي
وحرصي الشديد وحبي لرؤيتها والتلذذ بذكر”أسماء” بنت الجيران -أو سندريلا
الحب كما تعودت أن أسميها- رغم فارغ ألسن بيننا، هل بقامتها الهيفاء
الرشيقة وعيونها الدعج وثغرها اللؤلؤي وابتسامتها الساحرة؟ أم داهمني الحب
في حين غرة وطبعني شعورا دافقا وعميقا استقر في وجداني؟ أم كانت ضمن الفضول
البشري الذي لا ينتهي وهرطقات المراهق وتخبطه في دروب الحياة الوعرة؟ لا
أدري!! ولا أملك الجواب الصحيح حتى هذه اللحظة!! وأيا كان…. كان شعورا لم
أعرف له مثيلا، خوف ممزوج بسرور يبعث الأمل ويغلي الدم في عروقي ويسري
الحلم الجميل في أوصالي، واليوم اعتبره ضمن الرموز الضائعة مع قصف البنادق
والمدافع وغاب بين دوحات وأحراش الغربة ودخل في ذمة التاريخ!.
ذهب الصبا وتوالت الأيام
وأصبحت كل هذا ذكريات نقشناها في جدار قلوبنا وتلافيف ذاكرتنا وحقوق حصرية
وملكية فردية نحميها من كل مكروه، وأن تطال إليها يد العابث ونستمتع بذكرها
ونشتاق لأيامها ويكفي إيماءة أو ابتسامة بسيطة لإثارة هذا الذكريات
الكامنة في وجداننا، ورغم أن الماضي ليس هو الذي يؤدي الى الحاضر بل الحاضر
هو الذي يؤدي إلى الماضي -كما يقولون- إلا أن الذكريات الجميلة واسترجاع
شريط الماضي المشرق هو سراج الغرباء وملجأ من اختاروا المنفي كحل لمشاكلهم
المتعددة أو من اختارتهم الغربة وأجبرتهم على المنفي السرمدي، فكلما شعر
المرء الغربة تثقل على كاهله وانسدّ الأفق وسبح في عالم الغربة وذهولها
وفجائعها ومآسيها يلجأ إلى الماضي الغابر والذكريات الأرجوانية الجميلة؛
لأنها معين لا ينضب نتلذذ بذكرها.
وللغربة دائما آهات وأحزان!
فحياتها روتينية وطريقة معيشتها صعبة، ويجب عليك أن تلتزم بلوائحها ولا
يمكن أن تحيد عن قوانينها ولو قيد أنملة، وتكاد تنحصر حياة الغريب بأشياء
معظمها غير قابل للتغيير، ولا يطرأ عليها تبديل ومعظمها إملاءات الظروف
ووحي الواقع وإجباريات الحياة والبئية التي اخترناها أو اختارت لنا؛ لنكون
ضحية من ضحاياها الكثيرة عبرالتاريخ وتشبه الغربة بهذا البعد ولدرجة كبيرة
حياة المجندين في الثكنات العسكرية!.
ترفض طبيعة الأشياء أن
تتغير ومن طبع الإنسان الحنين إلى الوطن والماضي الغابر وله مشاعر وأحاسيس
وعواطف يتأثر سلبا أو إيجابا بمجريات حياته وتقلباتها، يقول المغترب
اللبناني يوسف بري من قصيدتة:
إليك الشعرَ أبْعَثُهُ كِتَابَا فهاتِ مع البريد لِيَ الجَوَابا
وعنْ دَتْرُيْتَ لا تَسْأَل فإني! على رَغْمي أطَلْتُ بها الغِيابا
غريبُ الدارِ لا يَرضَى سواها! ويَهْواها وإنْ كَانَتْ خَرَابا
هنالك خيمةُ التِّينات عندي تُعادِلُ كُلَّ ناطِحةٍ سَحاباَ
سألتُكَ كيف أنت وكيفَ أهلي وأطلالٌ طَويتُ بها الشبابا؟
وسَهْلُ الخَانِ كيف السهلُ أمسى وهل طَابَتْ أزاهرُه وطابا؟
للغربة حكايات كثيرة مثيرة
ومتنوعة،بعضها طريف ظريف وبعضها ملهاوي مضحك، والغربة شديدة الوطأة عظيمة
الأثر في نفس المرأ فهي ثقيلة الظل كبيرة الوزن في عين المغترب ، إشتكي
منها الأولون كما اشتكي منها الآخرون فهي بإختصار مدرسة فصولها مشقة تشوبها
المتعة وحزن وبصيص أمل، وكل من اكتوي نار الغربة إشتكي منها وعبرها
بأسلوبه الخاص ،فمنهم من فجرت قريحته الشعرية وترك للغرباء أشعارا رنانة
ملأت دنياهم وشغلتهم وساهمت في تخفيف عبء الغربة عنهم (لأن الأدب تعبير عن
كوامن النفس وخطرات العقل وتجربة الإنسان في الحياة) ويستأنس الإنسان
وينسجم معه أيما إنسجام ،ومن منا لا يعرف ولا يتذكر خيرما تركتنا الغربة من
روميات أبي فراس الحمداني وسرنديبيات البارودي وأندلسيات الشوقي ،ومنهم من
لم تسعفه القريحة لإنشاء الأشعار ونظم القوافي فألف كتبا وسطر أسفارا
يتناقلها الأيادي جيلا بعد جيل وكلنا نعرف رسالة أبو حيان التوحيدي في
الغربة والغريب،ومنهم من أعجم لسانه عن النظم وانعقد كلامه لهول الغربة ولم
يستطع إنشاء الأشعار ولا تأليف أسفار فعبرها بأجمل تعبير لإجمل إحساس !
يقول شاعر يشكو من طول الغربة:
حتى متي أنا في حل وترحال *** وطول سعي وإدبار وإقبال ؟
ومازح الدار لا أنفك مغتربا *** عن الأخبة لا يدرون ما حالي
بمشرق الأرض طورا ثم مغربها *** لا يخطر الموت من حرصي على بال!
ولو قنعت أتاني الرزقفي دعة *** إن القنوع لا كثرة المال.
ويقول محمود سامي البارودي متشوقا إلى وطنه :
أعائدٌ بِك ـ يا ريحانةُ ـ الزمَنُ
فيلتقي الجفنُ بعد البَيْنِ والوسنُ
أشتاقُ رجعةَ أيامي لكاظمةٍ
وما بِيَ الدارُ لولا الأهلُ والسكنُ
فهل ترد اليالي بعض ما سلبت ؟
أم هل تعودُ إلى أوطانِها الظُّعُنُ
أهنْتُ للحبِّ نفسي بعد عزتها
وأيُّ ذِي عِزَّةٍ للحُبِّ لا يَهِنُ
ثم يقول:
تغيرَ الناسُ عما كنتُ أعهدُهُ
فاليومَ لا أدبٌ يُغْنِي ولا فطَنُ
فالخيرُ منقبضٌ، والشرُّ منبسطٌ
والجهلُ منتشرٌ، والعلمُ مندفِنُ
لم تَلْقَ منهم سليماً في مودتِهِ
كأنَّ كل امرئٍ في قلبه دَخَنُ
الغربة وإن كانت جليلة
القدر عظيمة الأثر في بعض الأحيان ولها وجوه مشرقة في بعض المرات من معرفة
البلاد والعباد وتحصيل العلم والمعرفة الذين نستضئ بهما دروب الحياة وكسب
المال الذي يرفع مستوى معيشتنا ومكانتنا في المجتمع وكسب مهارات الحياة
وأنماط حياة البشرية إلا أنها حياة صعبة وفي وجوهها الخفية الكالحة جحيم لا
يطاق، فحياة الغربة صفحاتها متشابهة وفصولها متقاربة وسلوكها عجيب،
والغريب نبت في غير تربته، يشبه السجين المكبل فاقد الحرية والمقبوع وراء
القضبان الحديدية والأسلاك الكهربائية وداخل الزنزانات الضيقة البائسة
الإنفرادية، فالسجن مهما كان كبيرا وجميلا وقوانينه تراعي حق البشرية
وتتوفر فيه كل أنماط الحياة الكريمة أو حتى حياة الترف والرفاهية لا يشعر
السجين الهدوء وراحة بال والاستقرار النفسي أبدا؛! لأنه فقَد حق الحرية
الذي هو حق أصيل ومطلب عزيز للبشرية، ورغم وجود اختلاف جوهري بينهما وتباين
ظاهر بين الحالتين إلا أنهما يتشابهان في جوانب ونواحي كثيرة فحياة الغريب
أسيرة بتقاليد وأعراف جديدة على المرء وحياته ليست على درجة عالية من
الدقة والتنظيم وعدم الانتماء إلى الوطن والشعوب وصعوبة استيعاب الثقافات
الجديدة تزيد الحيرة والمشقة.
الغريب لا يعرف عادات
وثقافة وربما لغة مجتمعه الجديد وللأوطان والمدائن كما يقول “نزار قباني”
كالإناث لكل واحدة شخصية ومذاق، ويرتبط بكل منها نمط من الأحلام والذكريات،
فهو عرضة لكل لحظة أن يثير شعورهم ويقوم ما يستفزهم ويعتبرونه سخطة
أخلاقية أو مخلا للآداب والعرف العام والذوق الرفيع ومنافيا للثقافة، وبما
أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولايمكن في أغلب الأحوال أن يعيش منفردا قابعا
في بيته منقطعا عن بئيته وعن محيطه ومجتمعه يتحتم عليه مشاركة وانسجام حياة
الشعوب.
ولا تخلو حياة الغريب
بالخوف من المجهول وعدم الاستقرار النفسي وربما الجسدي والرعب ما يخبو له
القدر! فقلبه دائم الخفقان يترقب ما يخبو به القدر ويتوجس خيفة كل من قابله
وكل الحركات والسكنات في عالم قلت فيه الثقة وعم الرعب وانتشرت المافيا
وسماسرة الحروب في كل مكان، وعلاوة على ذلك لا يستقر جانبه النفساني
فالحنين إلى دياره وإلى مرابعه التي ترعرع فيها وإلى عشه الأول يسوقه،
والشوق يملأ كيانه ويحدوه الأمل إلى تربته واحتضان أسرته وأهله، أما
الذكريات الجميلة والتي تؤثر على حياة المرء والتي كتبها بأسطر من نور؛ فهي
كفيلة بأن تنهمر شلالات دموع الغريب الذي فقَد كل شيء في غربته لا أم
حنونه تشفق عليه ولا صديق عزيز يواسيه ولا أخت وأسرة تتقرب إليه وتتفهم
احتياجاته ولا زوجة رؤؤفة تتودد إليه وتغمره في حنانها وتغدق عليه في عطفها
وحبها، فالغريب يحلم في نومه ويقظته وكأنه رجع إلى موطنه الأصلي يقبل أمه
بوسط عينيها ويقبل أباه وإخوانه ويقوم زيارات لا تنقطع وجولات لا يكل عنها
إلى رفقائه وأحبابه، ولا غرو فقد قالت العرب قديما: “أن من علامات الرشد أن
تكون النفس إلى أوطانها مشتاقة وإلى مولدها توّاقة”، فالجسد الذي كان
بالأمس القريب غريبا مجهولا كما قال أبي حيان التوحيدي “فالغريب الذي لا
اسم له فيذكر، ولا رسم له فيشهر، ولا طي له فينشر، ولا عذرله فيعذر، ولا
ذنب له فيغفر ولاعيب عنده فيستر” أصبح اليوم وكأنه الملك يحضن هذا بحرارة
ويمشي برفقة هذا ويجلس مع هذا، فإذا طال الحلم واستفاق من سباته العميق
تصدمه الحقيقة ويؤلمه الواقع.
ولكن حياة الغريب ليست
كلّها بهذه القساوة والقتامة التي يتصورها البعض فهي حياة عملية وثرية
بالتجارب التي تصقل شخصيتك وتشكل حياتك وتعلمك الصبر والمثابرة والاعتماد
على النفس وتعرف عادات وتقاليد ولغات جديدة وتتعلم عن كثب كيف يدير الأمم
والشعوب حياتهم وكيف يسير الدول دولاب معيشتهم اليومية، وكيف يفكر علماؤها
وأدباؤها وسياسيوها وصناع القرار فيهم وكيف يطور الإنسان جوانب حياته
المختلفة، وبذلك يصبح المرأ واسع الأفق كبير الخيال غزير المعرفة واثق
النفس وتبقى التجارب والملاحظات والاحتكاكات اليومية والمعرفة والثقافة
المتبادلة بين الشعوب خير معين لمسيرة حياته؛ فيأخذ الإيجابي والنافع منها
ويترك القشور وضحالة المعرفة وزبالات الفكر، ومعيشة المرء في بيئة و وسط
مختلف عن وسطه تجعله أكثر حنكة وأكثر توازنا ويستفيد منها.
يقول الإمام الشافعي:
ما في المقام لذي عقل وذي أدب *** من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضا عمن تفارقه *** وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده *** إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست *** والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة *** لملّها الناس من عجم ومن غرب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه *** والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه *** وإن تغرب ذاك عزّ كالذهب.