الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

تفاؤل مواطن

" إن شاء الله"
المشاكل المفتعلة ستنتهي وسننتظر إلي غد أفضل يمحو آثار الماضي وستعود شروق شمس العزة من جديد، وسينتهي الحرب ويتوقف العنف وسيأبي العقل أن يدمر أمته واليد ان تقتل أخاها والمنطق أن يغتصب أخته والواقع أن يخرب بلده والوازع أن ينتهك حرمات الوطن والبشر والشجر والحجر! والوطنية أن تبصق للتاريخ والحضارة والوعي أن يشوه الجغرافيا .
بعد اليوم لا صوت للرصاص لاصيحة للإجرام ولا صولة للفساد ولا دموع للثكالي ولا أنين للمجروحين ولا حزن سيكتنف خريطة الوطن ولا كآبة ستجثم صدور المواطنين…الوطن سيسع للجميع بمبدأ لا غالب ولا مغلوب لا أقلية ولا أغلبية بل الجميع سواسية كأسنان المشط لافضل لفلان علي علان ولا لقبيلة “ص” علي قبيلة “س” إلا بالتقوى وحب الوطن ومساهمة تطوير الإنسان وإنقاذ الأجيال من الهلاك والوطن من الإنتهاكات التي يئن عن كثرتها.


بعد اليوم الوطن لا يكون مخضبا بدماء شعبه ومضرجا بآهات أهله ومعفّرا بمعاناة شعبه وملبدأ بغيوم الحزن ومتوشحا برداء الذل وملئيا بجرح الكرامة ومثخنا بجراحات ابنائه…اللون القاني سيجف وعبرات اليتامي الأليمة ستتحول إلي ضحكات مجلجلة وسيختفي زخات الرصاص إلي الأبد وسينتهي أزيز المدافع ودخان الإنفجارات وسيظهر الأزرق الصافي والأخضر الجميل وزقزقة عصافير السلام وشقشقة الكنارى وأزيز آلة البناء ستحل محل دوي الإنفجارات وأشلاء المواطن وبرك الدم التي تثور.

الأشجار ستثمر والبحار ستملأ وتنثر إلي الأرض خيرات طافحة والأنهار ستسقي المزارع لنحصد الموز والمانجو والبابي والذرة والفاصوليا والقمح ولنكتفي لأن من لا يملك قوته لا يملك قراراه.النجوم الباهتة في سماء بلدي ستتلألأ من جديد والسماء ستكون صافية والجو صحوا والقمر سيكون بدرا ويسود الوئام وسيعم الأمن والأمان.

زغاريد الفرح ستصدح من كل الجهات وصوت النشوة ستملأ كل الأركان،لا أحد يكره الآخر بعد اليوم بل الجميع أحبة أنقياء وأصدقاء أوفياء وإخوان أصفياء همهم الوحيد إنقاذ البلد وطموحهم الجميل وصول ركب العالم ودفع الوطن إلي الأمام …سيفوح أريج الحب وسينشر الوطن نسمات السلام ويرفرف الأزرق فوق الهضاب شامخا فاخرا بيومه وسينفض غبار الذل إلي الأبد وسيردده الصغار في مدارسهم نشيد الحب والوطن التي حرمنا منذ زمن بعيد.

سيكون التسابق بالعلم والمعرفة والتحصيل والتعمير لا بالحرب والقتل والتسليح، وسيتنافس الجميع ببناء إقتصاد قوي وإعادة إعمار الصومال من جديد وبناء سمعة جيدة للوطن وإحياء الفضائل التي إندثرت تحت وقع الرصاص وأزيز المدافع.

الحروب ساعات حالكة السواد ستنقشع وستنتهي، والسلام سنوات مديدة ناصعة البياض وستبقي وتدوم في ربوع الوطن وعندها سنبني سنحلم سنطير إلي الثريا سنطمح إلي المعالي سنمحوا آثار الحروب ونداوى الجراح ونضمد المصابين ونواسى المكلومين.
وحين ستعم السلام ياأصدقايئ سنلعب سنمرح سنشم ريحانة الحياة وسيعود للحب رونقه وللحياة بهائها وللوطن كرامته

الفن، الاستبداد والاشتراكية.. وأشياء أخرى!

  بعد يوم غائم أعقب أسابيع من الحرارة والرطوبة الشديدتين؛ كان الليل الكسماوي صافيا وجميلا. الرذاذ الذي بدأ بالتساقط بعد التاسعة مساء ومجالسة...