أمام كوخها المتواضع في ريف الشمالي للمدينة الذي تقرع الأعشاب أجراس النغمات المبللة بقطرات المطر والمنتشية بكرم الطبيعة وحفاوة الوطن وجمال الكون، وفي أمسية
الموغلة بالخضرة والجمال والأجواء الرائعة عنوانها الحبور والتنقل بين القري
والبوادي، تصعدنا الهضاب والربى تارة وتخفضنا البوادى والبساط تارة أخرى، وتعرقل الغابات والترع
والتلال في سيرنا نحو البادية التي تغتالك بالكرم وتجهدك بالإستقبال الحار والحنان
البالغ، قالت سيدة في خريف عمرها يكسوها الوقار والهدؤ علي خصلات شعرها الناصع
البياض، الذي بدأت التعرية تزحف عليها لتزيل شعرها الفاحم في الصبا، وتجاعيد
الزمان قوس ظهرها وطبع علي خدها الأسمر هالة من السكينة يشوبها جمالها الأصيل في
عمر الزهور، وبريق عيونها تخبرك دعج أصابه رمش الدهور، وحياء أنثي تقليدي في بئية
لم يستطع الزمان ولا العولمة محوه من الوجود.
الترحال والسياحة والتنقل عبر
الجبال والهضاب الصعب أو التنعم علي ضفاف الأنهار والحدائق الغناء والجداول التي
تكبر في عينيك وتستمتع بها بسبب غيابك الطويل عن تربة الوطن، لا تصنع الفرق في
عيوننا بل نشتكي الجوع علي ضفاف الأنهار والبؤس فوق البرك من الغاز الطبيعي والنفط
والأمتار المكعبة من المياه الجوفية
قاطعتها بتأمل عجيب لفهما رغم أميتها القاتلة وإدراكها الرفيع للواقع
والحياة وتفاصيل الخامات الموجودة علي باطن الأرض، وأردفت في كلماتها المعبرة
وحنونها الطافح :لا تخرج ياولدي ولا تتجول كثيرا فالدنيا تغيرت والناس غيروا
طباعهم وأعماهم الجشع! والطيب من أمثالك لا مكان لهم هنا إما ماتوا أورحلو هناك
بعيدا عن ديارنا _لا أذيع سرا إن قلت كنت مستمتعا بمدحها الحاتمي وسخائها الكبير
في العطاء بدون مقابل_
وعندما اردت الخروج وقفت علي عكازتها الوفية في ربع الأخير من عمرها
المديد وفتحت صندوقها الذي رافق رحلتها من نضارة الربيع إلي رمادية الخريف لتعطيني
تعويذة مترهلة بكثرة التداول وطول السنين وعظيمة في عينها وسر بقائها رغم تجاوزها
أعتاب العقد التاسع وهي لا تشتكي سوى بياض وغشاء خفيف أحجب رؤية عيتها اليسري.
التعويذة غالية علي الجميع ومن ميراث جدنا وأشهر شيوخ قبيلتنا علي مر
التاريخ والعصور _حسب معتقدات جدتي العظيمة_، وفي فهم السيدة التعويذة خاص لأبناء
العشيرة وهي تقاوم العيون الشريرة وتغتال الحسد في رحم العين الفتاكة، وتبدد نية
من يضمر لك الحسد.
وأخيرا لم استطع سوى الإذعان لأوامرها رغم إيماني التام بضعف هذا
الفهم أو (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ولكن طيبتها كانت لا تقاوم وذكرها ابي
النسيان.
الترحال والسياحة والتنقل عبر الجبال والهضاب الصعب أو التنعم علي ضفاف الأنهار والحدائق الغناء والجداول التي تكبر في عينيك وتستمتع بها بسبب غيابك الطويل عن تربة الوطن، لا تصنع الفرق في عيوننا بل نشتكي الجوع علي ضفاف الأنهار والبؤس فوق البرك من الغاز الطبيعي والنفط
والأمتار المكعبة من المياه الجوفية
قاطعتها بتأمل عجيب لفهما رغم أميتها القاتلة وإدراكها الرفيع للواقع والحياة وتفاصيل الخامات الموجودة علي باطن الأرض، وأردفت في كلماتها المعبرة وحنونها الطافح :لا تخرج ياولدي ولا تتجول كثيرا فالدنيا تغيرت والناس غيروا طباعهم وأعماهم الجشع! والطيب من أمثالك لا مكان لهم هنا إما ماتوا أورحلو هناك بعيدا عن ديارنا _لا أذيع سرا إن قلت كنت مستمتعا بمدحها الحاتمي وسخائها الكبير في العطاء بدون مقابل_
وعندما اردت الخروج وقفت علي عكازتها الوفية في ربع الأخير من عمرها المديد وفتحت صندوقها الذي رافق رحلتها من نضارة الربيع إلي رمادية الخريف لتعطيني تعويذة مترهلة بكثرة التداول وطول السنين وعظيمة في عينها وسر بقائها رغم تجاوزها أعتاب العقد التاسع وهي لا تشتكي سوى بياض وغشاء خفيف أحجب رؤية عيتها اليسري.
التعويذة غالية علي الجميع ومن ميراث جدنا وأشهر شيوخ قبيلتنا علي مر التاريخ والعصور _حسب معتقدات جدتي العظيمة_، وفي فهم السيدة التعويذة خاص لأبناء العشيرة وهي تقاوم العيون الشريرة وتغتال الحسد في رحم العين الفتاكة، وتبدد نية من يضمر لك الحسد.
وأخيرا لم استطع سوى الإذعان لأوامرها رغم إيماني التام بضعف هذا الفهم أو (لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ولكن طيبتها كانت لا تقاوم وذكرها ابي النسيان.