السبت، 1 فبراير 2014

الإلحاد

الإلحاد هو : مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى فيدّعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق، وأن المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الندوة العالمية للشباب الإسلامي

كل شئ في الوجود يدل علي وجود الخالق، ولابد للكون المتناسق والكائنات المختلفة التي تعيش فوق البسيطة وفي الفضاء الرحب أن ورائها خالق الثقلين ومالك الملك ومدبر الخلائق ومسير الكون وفاطر السموات والأرض، حيث لا يوجد عقليا وعلميا من يبني نفسه بنفسه ولا يوجد ما يبني صدفة ودون فاعل لأن البعر تدل علي البعير  والأثر علي المسير، والعالم ـ أصلاـ لا يعترف الصدف في الحياة فكيف يقبل العقل البشري الصدفة لبناء هذا الكون الفسيح والمجرات المتعددة والكواكب العملاقة والجبال الراسيات والأشجار الباسقات والبراري والصحارى والقفار والمفاوز والبحار والأنهار وفوق ذالك النفس البشري والأجهزة الدقيقة للكائنات الحية (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) الذاريات: (أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون – أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ) الطور

وهذا ما يسمى بقانون السببية الذي ينص: ( إن شيئاً من ( الممكنات )(( لا يحدث بنفسه من غير شيء )) لأنه لا يحمل في طبيعته السبب الكافي لوجوده ، (( ولا يستقل بإحداث شيء ))  لأنّه لا يستطيع أن يمنح غيره شيئاً لا يملكه هو )، ولوكانت العقول سليمة من أمراض العصر كالعلمانية والليبرالية، وداء الإجحاد من الشيوعية والمادية الديالكتيكية والداروينية والوجودية والباطنية والعقلانية، وسائرالفلسفات المبنية علي إنكار الخالق والأديان والبعد عن التفكير السلبي عن الدين كنظريات ماركس في الإقتصاد والتفسير المادي للتاريخ ونظرية داروين في أصل الأنواع ونظرية دوركهايم في علم الإجتماع، لأدركت العقول قوة الخالق بيسر وسهولة ولأذعنت خالقها خاشعة متذلله.

وقد إنتشر الإلحاد في أوروبا نتيجة تجبر وحماقات القساوسة والصراع الرهيب الذي دار بين العلم والكنيسة والذي انتهي بإنتصار كاسح للعلم والمعرفة، وحقيقة القول لم تكن الكنيسة تمثل للدين الحقيقي ودورها الريادي في الإرشاد والتنوير، بل كانت أوكارا للعربدة والطمع والجشع وممارسة الرذيلة وتقاصرت عن دورها المنوط بعدما نالها أيادي التحريف وشابها أهواء الإنسان والعقل البشري الضعيف، مما أجبر علي العلماء التمرد علي قوانينها والنضال من أجل إنهاء غطرستها وجبروتها وفرض الإنسان علي أتاوى وإمتيازات مجحفة مما أثقل علي كاهل البسطاء والكادحين، إضافة إلي إنكار وإجحاد العلوم التجريبية والتطبيقية التي ثبتت بالتكرار والتطبيق والحقول الدراسية والمعرفية خوفا لزعامتهم المبنية علي الغش والخداع.

ووفد الإلحاد إلي المشرق الإسلامي نتيجة الضعف العام الذي ضرب علي العالم الإسلامي بعد إنهيار الخلافة الإسلامية والبعد عن المنهج الرباني ومبادئ الحنيفية السمحاء وتعظيم الفلسفة الغربية والأخذ الكلي لهرطقتها والإنبهار بمبادئها، حتي نادى بعض المنتسبين إلي الإسلام تطبيق نظرية »الهرمنيوطيقا « ، و « مصطلح الهرمنيوطيقا » كما أورد سليمان بن صالح الخراشي في رده عن حامد أبو زيد هي " مصطلح قديم بدأ استعماله في دوائر الدراسات اللاهوتية ليشير إلى مجموعة القواعد والمعايير التي يجب أن يتبعها المفسر لفهم النص الديني « الكتاب المقدس » .. يشير المصطلح إلى « نظرية التفسير » ويعود قدم المصطلح للدلالة على هذا المعنى إلى عام 1654م وما زال مستمرًا حتى اليوم خاصة في الأوساط البروتستانتية.

وقد اتسع مفهوم المصطلح في تطبيقاته الحديثة ، وانتقل من مجال علم اللاهوت إلى دوائر أكثر اتسـاعًا تشمل كافة العلوم الإنسانية ؛ كالتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والأنثروبولوجىا وفلسفة الجمال والنقد الأدبي والفلوكلور.

ويقول الدكتور عبدالوهاب المسيري عن الهرمنيوطيقا : " هي مشتقة من الكلمة اليونانية "Hermeneuin" بمعني يُفسِّر أو يوضِّح - من علم اللاهوت - حيث كان يقصد بها ذلك الجزء من الدراسات اللاهوتية المعني بتأويل النصوص الدينية بطريقة خيالية ورمزية تبعد عن المعنى الحرفي المباشر، وتحاول اكتشاف المعاني الحقيقية والخفية وراء النصوص المقدسة .

ويصب كل هذه العوامل في خانة  الإعراض عن الخالق، والإعتماد علي الجهل والتكبر والحجج الواهية التي تعمي الأبصار وتحجب البصيرة، فيكون الشخص رهن عقله البشري وحبيس فكرته الإنسانية وسجين خلجات ضميره المتقلب التي تخضع لحالة الجسد ومؤثرات الضمير وهيجان الشهوة والضعف الإنساني العام، وما يعتريه من موجات أتراح و أحزان تؤثر قراراته وفكرته وتصوره للأشياء! وغالبا ما تعادي الأفكار المريضة جميع الأديان وتعتبرها عادة سيئة أو هلوسة فكرية أو أفيون الشعوب يجب محاربتها واستئصال شأفتها لتعم الوئام والسلام علي البشرية!.

 وتاريخيا تعتبر الفلسفة من المصادر الأساسية للإلحاد والفلاسفة روائد الإلحاد ،بدأ نيتشه وديفيد هيوم ومذهبه المبني علي الشك وأن الإنسان عاجز عن المعرفة الحقيقية، إلي جان لوك وأفكاره الحسية مرورا بـ ديكارت المحير بين مدرسة الأرسطية والأفلاطونية، وتعتبر فلسفة أوجست كونت من المبادئ الفلسفية التي لاتري أية أهمية للدين، بل من مبادئها الأساسية إعتبار الدين بمرحلة عابرة في التطور الفكري البشري، بمعني أن الدين تعتبر السلم الأولي للتفكير وأن المتدين مازال ساذجا ولم يصل بعد إلي درجة النضج الفكري والتحرر العقلي!.
ومن مشكلة الفلسفة وإلي يومنا هذا أنها لم تجب أسئلة المحيرين وجدانيا والتائهين ضميريا، ومازال الغموض يكتنف حول مشكلات الغيبيات والوجود والواقع والكون والمعرفة وما يتعلق بالفلسفة الأخلاقية والدين، ومازالت الفلسفة أو النظريات التي تجحد وجود الخالق تدور حائرة في حلقات لا بداية لها أوبدايتها هي نهايتها.

ومن هنا يبدو الأمر مضحكا وملهاويا، لأن المنطق والنظريات الملحدة لم تزد أصحابها إلا حيرة فكرية وعقدة نفسية حينما قالو الفلسفة محاولة إدراك كل شئي في صورته الكلية بوسيلة الفكر! ونسوا في غمرة هلوستهم ونزقهم أن التفكير الإنساني قاصر ولا يدرك أبدا كنه الله وأن للعقل مكانا لا يصل تفكيره ابدا، ولا يستطيع أن يتصور الإنسان جزئيات الخالق وما خص الله به من العلم، ولكن من السهل أن تدرك عظمته بواسطة آياته الشرعية وآياته الكونية ودقة الناموس والهندسة العجيبة والتناسق البديع الذي يتسمه كل شئ في الوجود.

وبما أن المرأ عدو لما جهل لم يفكر من يقسوا علي الأديان وخاصة الشريعة الإسلامية السمحة أن الدين تنظم حياة البشر وبدونها يعيش المرأ علي خواء فكري وهمجية في السلوك واكتئاب داخلي وحيوانية في العواطف والشهوة، مما يسبب له نكد الحياة وضيق المعيشة نفسيا والإنتحار أوالأفكار الجنونية في آخر المطاف.

ولو درسوا مضمون القرآءن في قضايا الإيمان والنبوة والأخلاق والكون والغيبيات ووظيفة العقل لأذعنو للخالق العزيز ولأقرّو عظمة الإسلام الذي أنزله الله لتكون حياة الإنسان سهلة وسعيدة في هذا الكون الفسيح، ولأحسوا راحة نفسية وإطمئنان داخلي كبير، لأن المولي جل وعلا وعد المؤمنين وممن يلهج لسانهم بذكره الراحة النفسية والطمأنينة في الدنيا ةالآخرة، "ألابذكر الله تطمئن القلوب"الرعد.

 ونظرة متأنية وقرآة سليمة لمبادي الدين في جو روحاني يستشعر المرأ عظمة الخالق ويدرك رحمة الله سبحانه وتعالي لعباده حيث جعل الدين صالحة لكل زمان ومكان وذات مرونة ، كفيلة أن ينبذ المرأ كل المبادئ الهدامة والنظريات القبيحة التي تبعد الإنسان في رحاب الإيمان والتمسك بحبل الله المتين.

ومن الأكاليل المضيئة التي تدل سعة الدين ورحمة الخالق أن النصوص قابلة لتعدد الأفهام، بل أن المجتهد له أجر إن أخطا وأجران إن أصاب -وهذا طبعا بعد أن يستوفي الشحص أدوات الإجتهاد وملكيتها ـ .


وعندما يدرك المرأ أن نصوص الدين  تهتم بالأحكام الكلية دون الجزئيات التي تختلف من عصر إلي عصر ومن شخص إلي آخر، يجثو الإنسان علي ركبتيه تعظيما للخالق، وعندما يري أن النصوص تهتم تفصيل مالا يتغير وإجمال ما يتغير يدرك ما تحتوي هذا الدين من اليسر والشمولية وأنها تراعي كافة الجوانب وقد أنزل الله رحمة لعباده.

ميناء غَرَعَدْ.. بارقة أمل في وسط الهزائم

  بعد انتهاء معرض مدينة "جالكعيو" للكتاب الذي كان يهدف إلى نشر السلام والمصالحة الشاملة بين القبائل -قبل تعزيز الثقافة والمعرفة- ف...