الجمعة، 29 نوفمبر 2013

العلاقة الصومالية السودانية (2-2)

العلاقة السودانية الصومالية في تاريخها الطويل كانت ـ ولاتزال ـ علاقة حميمية تتسم بالود والإخاء والحب والسلامة، ولم تكن العلاقة بين القطرين الشقيقين يوما علاقة إنتهازية مبنية علي المصالح الآنية والأهداف المشبوهة، ولم تكن أيضا علاقة جديدة أو وليدة اللحظة بدأت في العصر الحديث، بل هي ضاربة في جذور التاريخ وموغلة في صفحات الماضي، وكانت متواصلة مهما كانت العقبات كثيرة والعوائق مختلفة، ولم تشهد أي توترات في مسيرتها الطويلة بسبب التقارب الوجداني والإنتماء الديني الموحد والتقارب الفكري والتآلف الثقافي والتشابه العرقي، وكانت دائما علاقة بين بلدين وشعبين شقيقين بادلا الحب بإحترام، والثقة بالإخوة الصادقة والتكامل، سواء كان دينيا أو إقتصاديا وحضاريا.

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

العلاقة الصومالية السودانية (1-2)

العلاقة الدولية مصطلح لايوجد له إتفاق وتعريف موحّد، بل هومفهوم عام يشير إلي العلاقات المختلفة وقنوات الإتصال المتعددة التي تتم بين الكيانات والدول، وعموما يستند إلي العوامل البشرية والسياسية والعسكرية والإقتصادية التي تربط الدول فيما بينها، ويعد من المصطلحات التي باتت شائعة ومتداولة بصورة كبيرة في أوساط النخبة والعامة، ومن الكلمات التي دخلت في كثير من المجالات والمحاور الأساسية للدول والشعوب لأبعاده الكثيرة سياسيا وإجتماعيا وحضاريا ودينيا.
واليوم يمثل محورا ذات أهمية كبيرة، لأنه يحكم تداخل الأمم وتمازج البشر، ويقوّي سبل تعزيز حياتهم ويساهم في تلاقح الثقافات والزحف الحضاري المطلوب، وقبول التعددية والتسامح والتعايش السلمي بين الحضارات والأعراق والأديان المحتلفة، والأمل إلي غد أفضل يمد جسور التواصل ويقهر اليأس ويتحدي قيود التخلف والجهل بإرادة صلبة وعزيمة قوية ، وفي الجانب الآخر أصبح مصطلحا يساهم الإستقرار النسبي لبعض الدول ويكرس هيمنة القوي العظمي علي العالم الثالث! لذا إلتفّ حوله سحب غامضة أثارت زوابع كثيرة ،مما خلق مفهوما متنوعا لدي العامة حسب الرأي والبئية والفكر والإتجاه، إذن ما هي العلاقة الدولية قبل أن ندخل صلب الموضوع:

السبت، 16 نوفمبر 2013

الحرية لزكريا

الحرية والعيش في حياة الكرامة والعدالة من مقومات الحياة والحقوق الأزلية للبشرـ التي لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونها، ولا يحق لأي كائن أن يسلبها عنه عنوة وبدون وجه حق وطريقة غير شرعية، ومصادرة الحقوق والحريات والدولة البوليسية التي تختطف الإبتسامة عن جبين البشر وتغتال الآمال في رحم الغيب وتتحكم علي حياة البشر الطبيعية، والتي تهدر الكرامة وتؤسس للحقد والضغائن منائرا ومباني، والتي لا تراعي حقوق الناس وحقهم ولا تعترف الأخوة الإنسانية ولا الإيمانية، والمواثيق الدولية ولا حسن الجوار والجغرافيا وروابط التاريخ، لا تستطيع أن تشرق عليها صباح التقدم ولا تستطيع إكبات صوت الحرية والذي يصدح ويغرد في داخل كل الأحرار.
أصبح الظلم والإضطهاد كرباجا يطارد الصوماليين في كل الدول وفي جميع أصقاع العالم، وخاصة الدول الذين نقول أنهم أشقاؤنا، اوالقريبة منا بحكم الروابط الجغرافيا والتاريخية أوالأواصر الأخرى، وهذا مما يزيد الألم والحرقة (وظلم ذوي القربي اشد مضاضة علي المرأ من وقع الحسام المهند) ومازال جرح الصوماليين ينزف دونما التئام! ومازال الإنسان الصومالي يعاني في كل دولة مصابة ببلادة الضمير ومفتونة بإبراز عضلاتها علي الضعفاء وتهز ذيلها للأقوياء والقوي العظمي كالقطط والكلاب!.

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

تعويذة جدتي

أمام كوخها المتواضع في ريف الشمالي للمدينة الذي تقرع الأعشاب أجراس النغمات المبللة بقطرات المطر والمنتشية بكرم الطبيعة وحفاوة الوطن وجمال الكون، وفي أمسية الموغلة بالخضرة والجمال والأجواء الرائعة عنوانها الحبور والتنقل بين القري والبوادي، تصعدنا الهضاب والربى تارة وتخفضنا البوادى والبساط تارة أخرى، وتعرقل الغابات والترع والتلال في سيرنا نحو البادية التي تغتالك بالكرم وتجهدك بالإستقبال الحار والحنان البالغ، قالت سيدة في خريف عمرها يكسوها الوقار والهدؤ علي خصلات شعرها الناصع البياض، الذي بدأت التعرية تزحف عليها لتزيل شعرها الفاحم في الصبا، وتجاعيد الزمان قوس ظهرها وطبع علي خدها الأسمر هالة من السكينة يشوبها جمالها الأصيل في عمر الزهور، وبريق عيونها تخبرك دعج أصابه رمش الدهور، وحياء أنثي تقليدي في بئية لم يستطع الزمان ولا العولمة محوه من الوجود.

الترحال والسياحة والتنقل عبر الجبال والهضاب الصعب أو التنعم علي ضفاف الأنهار والحدائق الغناء والجداول التي تكبر في عينيك وتستمتع بها بسبب غيابك الطويل عن تربة الوطن، لا تصنع الفرق في عيوننا بل نشتكي الجوع علي ضفاف الأنهار والبؤس فوق البرك من الغاز الطبيعي والنفط
والأمتار المكعبة من المياه الجوفية

الفن، الاستبداد والاشتراكية.. وأشياء أخرى!

  بعد يوم غائم أعقب أسابيع من الحرارة والرطوبة الشديدتين؛ كان الليل الكسماوي صافيا وجميلا. الرذاذ الذي بدأ بالتساقط بعد التاسعة مساء ومجالسة...