الأحد، 13 أكتوبر 2013

نسمات الصباح



في ساعات الصباح الأولي التي تنبض بالرقة والجمال كوردة تسلي النظر وهائمة بغنج الحب' وفي وسط الهدؤ المترع بالبهجة كوجنات الزهور' ومواء القطط عند السحر'تفوح رشق الذكريات من نوافذ الحنين وشرفات الصباح!.
****
وعطر الوصال وجمال الطبيعة تظهران وراء سراب الحياة وحقد البشر' لتثيرا الفراق وتقطع حبال المحبة في فصول حياتنا الملئية بالتراجيديا والبكاء الهستيرى والقصص الميلودرامية الحزينة.
***
وفي خضم تفرجنا خلابة زرائب الشوق المهاجرة إلي العش الأول وجمر الحنين المشتعلة في سحيق المشاعر' نرسل زفراتنا الشجية إلي مرسال الشوق ومراكب الحب' علها تخفف الشحنات السالبة في داخل قفص الصدور وقصبات الضلوع وفي حدقات العيون.
****


وتبيت نفسي وهي تهفوا إلي مرابع الصبا ومبارك الإبل' وأتراب الحارة وصوت الجيران وصخب البيوت ورائحة القهوة والخبز في مطبخ أمي'! فأتهرب من سوط الذكريات وجلدها إلي سمر الليالي وتجاذب أطراف الحديث مع رفقاء الغربة وأصدقاء المنافي علي أهداب القمر وضفاف المشاعر النبيلة.
****
ونسكب الدموع علي ذكر الأحبة وأخبار الماضي الفخيم ووقع الصباحات المطرزة بالموسيقي الصومالية الشجية' وفوق الطاولة المركونة بأناقة باهرة علي زوايا الغربة تتنوع الحديث وتتشعب الخواطر وتنداح الغيوم أما خريف الأحاسيس'فنمارس تارة قهقهات المساء الحزينة علي أعتاب الفجر كقناع أسود لألمنا وشعورنا بالوحدة القاتلة كسجين يغرد في زنزانته الإنفرادية' وتارة نستمتع ضروب الكلام ونجوى النجوم وتغريد البلابل كشهد أصيل أوكرذاذ غانية شرقية حمراء الخدين كشفق المغيب أوكلوحة سريالية فائقة الجمال.
***
أهمس في أذن العشق نشوى وفي حفيف الغربة ولهى ويحركني لواعج الغرام كخصلات أنثي شرقية في هدات السحر.

الفن، الاستبداد والاشتراكية.. وأشياء أخرى!

  بعد يوم غائم أعقب أسابيع من الحرارة والرطوبة الشديدتين؛ كان الليل الكسماوي صافيا وجميلا. الرذاذ الذي بدأ بالتساقط بعد التاسعة مساء ومجالسة...