الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

عام علي التدوين


منذ الصبا كنت أحب القراءة وأجد متعتي في التدوين حتي أصبحت الكتابة شغفي لاحرفتي كما يقول كاتبي المفضل سمير عطا الله، وكنت أمضي الليالي الطوال في داخل المكتبات أقرأ كل ما يقع في يدي بنهم شديد، وأحاول أن أكتب شئا وأحول ما قرأت إلي سطور مكتوبة وأحرف مقرؤة، ولكن كل مرة كنت أخفق وأتعثر ولا أجد من يساعدني أو يقف إلي جنبي في بلد ملئي بالعقبات والعوائق، وبات الإنسان في داخله مهموما ومتشبثا علي الحياة التي تتصرم بعنف بين فروج المعاناة وكراهية الحروب وأصوات المدافع ورائحة البارود التي تزكم الأنوف.

في البداية كانت الكتابة صعبة ومتداخلة الخيوط ومحشوة برأسي دون إنتظام، وكان القلم يتحرش بي والحروف المنتظمة كألأشباح علي رصيف ذاكرتي تدغدغ مشاعري، وكانت الأوراق تنظرني بغنج ودلال بعد منتصف الليل بدقائق، وحفيفها الممزوج بنسمات الصبا في الصباح الباكر يزيد صفاء الذهن ومزاجي الحبري، ولكن كلما أردت الكتابة كانت الحروف تنكرني وتهربني الكلمات وترتعش الأصابع ويتلعثم اللسان وتقودني النوستالجيا(الحنين إلي الماضي الفخيم) إلي إستحضار الماضي لعلها أجد حافزا فلا أجد أجمل من الحاضر المبهر وشتلات الحب التي تحتاج إلي عناية كي أدون وأبوح ما يضطرم في داخلي من أهوال ونسمات باردة تأتي علي شرفات الذكريات وفي كهوف أحزان الغربة.

في أجنحة الخيال الواسع كانت الآمال تحدوني أن أطير إلي بقعة الكتابة المضئية ووهج الإبداع،  وكنت أدرك أن الكتابة الجميلة موهبة ربانية ولوحة زيتية مضئية يتباهى بها الإنسان في حياته ولو ضمنيا ودون أن يحدث ضجيجا أو عجيجا، وحينما تمتزج ولع الكتابة بألق الحروف وأنغام السهر علي وقع صرير القلم وحفيف الأوراق، وتفرش بساط الشغف علي مباني الهواية التي تتحدث عن نفسها تكون الكتابة متعة لا تضاهيها أي متعة في عيون الكاتب الولهان، والأمتع من ذالك أن تظهر موهبتك الكتابية وخواطرك الأدبية والإنشائية ومقالاتك الوطنية، وأن تقدم للناس تجاربك في الحياة وأفكارك الإنسانية دون قيد أو تعقيد، ودون مكياج النفاق للمحررين والرقابة التي تسلط علي رقاب البسطاء، الذين لا يجدون سوى مواقعهم مكانا يبرزون فيه مواهبهم التي تكاد أن يقتلها الإهمال في رحم الغيب وفي طي النسيان والإهمال.

والكتابة تحتاج إلي استعداد كبير وذهن متقد ونفس ثابرة تتحمل المشقات والمصاعب في سبيل الكلمة والحقيقة، وليست الكتابة كما يعتقد بعض البشر سهلة ميسرة، وليست عبارة عن أفكار نجمعها علي مهل، وتخيلات نطلق علي عنانها علي إيقاع طبول الحروف، وبضع جمل يحملها مداد قلم يسود صفحات ناصعة البياض لورقة تعيسه!، ولكن الأمر أعمق وأكبر من صرير قلم وحفيف أوراق وبضع سطور متألقة، وعدد من الحروف المتراصة والمنمقة، وكل من أعتقد ذالك فقد أبعد النجعة وسلك في الدروب الوعرة، لأن الكتابة أصعب شئي يمارسه المرأ كهواية وكحرفة أيضا، لأنها عصارة ذهنك ورحيق مخك، وأفكار تثور في تلافيف ذاكرتك وفي سحيق وجدانك، ولا تخرج إلا بفكر عميق وإطالة التأمل والقرأءة والسباحة في عالم الإفتراضات والتحليلات والتخيلات والخواطر الشهية، وهي عنوان المرأ ورمزه ومن خلالها يعرف القارئ ثقافة الكاتب وإنتمائه الأيديولوجي والفكري وتوجهاته السياسية وحالته النفسية لحظة كتابة المقالات.

لذا تحتاج الكتابة إلي التروي والتأني وحبس النفس فوق المقاعد لساعات طوال، وطرق أبوب التفكير في هجعة الليل وحين يستلذ البشر بنوم هاني، كما يجب أن تتعامل مع الكتابة برفق كطفل مدلل وضع فوق حافة جبل علي وشك أن يقع أو أن يهوى إلي مكان سحيق، ففي طريقك إلي الطفل إن لم تمشي برفقة وتأني فإنه سيقع لا محالة في الهوة السحيقة، وكذالك الكتابة إن لم تعقل الفكرة بالتدوبن فإنها ستشرد والخاطرة ستطير وتذهب الفكرة بلا رجعة.!

وثالثة الأثافي هي ضرة ثرثارة وشريرة معا للإستراحة، وتشكل خصما عنيدا للنوم الهانئ وسعادة الليالي، وقد يحرم الكاتب نسائم الليل وشخير الهدأة، لأنها تحتاج إلي عناية مركزة وتحتاج أن تلبس وتزين كشابة في بداية العقد الثاني، وأن تهدهد كطفل لم يحبو بعد، وأن تحترم كشيخ وقور في أعتاب خريف عمره، وتريد أيضا أن تصاحب كخلانك وكرققاء الدرب أو أقرب.!

الكتابة ماردة دوما وتعصف ريحها كالأوارق التي تتساقط في زمن الخريف لمن لم يتمرس عليها، لذا كنت أستعين التفكير العميق والتأني والسير علي خطى رتيبة لإستخراج أحلام الكتابة التي هرمت وشاخت في داخل ذهني، والطموح التي يحاول الواقع إغتياله في داخل بالي المنهك، وفي خضم تباريح الكتابة التي إشراقها المفاجئ لاح في الأفق والواقع المكبل وفي عمق موجات الإحباط التي تأتي من كل حدب وصوب، كنت أتناول جرعات من التفاؤل وإبتسامه عريضة تبدد غيوم اليأس وحبوب الشجاعة لأحارب الخجل الذي كان يعتريني.

وبعد محاولات جادية وفي خضم الليالي الفكرية والأمسيات الثقافية والأنشطة الطلابية في السودان، وما أكثرها في بلد الفكر والفلسفة الممزوجة بالحركات الطلابية والسجال العلمي والتنظير الفلسفي والفكري والنقاشات الحادة التي تمس إتجاهات الحياة والأيديولوجيا والرؤى والأفكار، وتطرح المواضيع المهمة التي تشرح الحاضر وتأخذ من الماضي العبرة والعظة، وتستشرف المستقبل بنظرة ثاقبة وعيون تقرأ ما وراء المرئيات وعقول تحلل الواقع وتتنبا المستقبل بدأتُ الكتابة بحياء.

كانت الردود بعد أول مقال نشرته مبهرا والثناء عليه طافحا لدرجة إعتقدت أني أصبحت من رواد الكتابة الذين يشار إليهم بالبنان،! رغم أني لم أصل بعد إلي العتبة الكبيرة لدنيا الكتابة الفسيح، ولكن لم ينطلي عليّ هذا المدح وهذه الإشادة لمعرفتي الكبيرة بنفسي وقدراتي وإمكانياتي، إضافة إلي قناعتي أن هذا الثناء سيخضع لما أقدمه للقارئ الفطن، ولو كتبت مقالا سئيا أو خاطرة مهترئة سينقلب الثناء إلي هجوم لاذع ونكاية مقصودة أو غير مقصودة في عالمنا الملئي بالأوغاد والأشرار والأصدقاء المصطنعين.

مضت بي الأيام علي زورق الكتابة الذي أبي إلا أن يرسو علي مرافئ الذكريات التي لاتنام أبدا، وشواطئ المقالات المتدثرة بلهفة الشوق وحنين الحب وأنين الغربة القاتلة، وأصبحت الصدق والعفوية والمباشرة إضافة إلي التركيز الواضح للماضي الجميل للأمة الصومالية وتراثها وألعابها، صفات تجعل مدونتي مختلفة ومغايرة في نظر القرّاء الذين أتحفونا بكرم مشاعرهم وفيض محبتهم ونصائحهم الثمينة التي لا تقدر بثمن.

وبما أن الإنسان لا يمكن أن يبدع دون القُرّاء، ولا يجد الإنسان قارئا محترما ما لم يحترم العقول والأفكار ويجتهد في صياغة الحروف وتقويم الكتابة وتحريرها، ودون أن يوقظ العملاق الذي بداخله وينسى الحساد وأعداء النجاح الذين يسعون دائما لإضعاف العزيمة وبث سموم الوهن والخوف في نفس الكاتب، كما لا يمكن للمرأ أن يبدع وهو يراعي خيوط وهمية وضغوطات خارجية تجبره علي كبح جماح خياله المحلق بعيدا، ومشاعره الفياضة وأفكاره الحرة التواقة للإنعتاق، والهرب من سجون الفكرة إلي رحاب الحرية والتغريد خارج سرب الرقابة التي يمارسها أصحاب المواقع الإلكترونية والصحف اليومية والمجلات، كنت أحاول دائما أن أنشئ فضائي الخاص الذي أستطيع أن أعيش فيه كالملك آمرا وناهيا، بدون خوف أو وجل أورقيب أو مدير أو محرر للكمات إلا الضمير الحي وحبي للعدل والجمال، وسعي الدؤوب لإنصاف البشر وتقديم الوجوه المشرقة المخفية عن قصد لبلدي المغلوب علي أمره، كما حاولت قدر الإمكان أن أبعد الحاقدين عن دربي ولا أعير لهم أي إهتمام مهما على نعيقهم وأرتفع نباحهم، وفي الجانب الآخر أحتفظت علي الخيط الجمالي الذي يربط بيني وبين القرّاء الذين بسببهم أراجع وأنقح وأعدل الكتابة قبل أن ترى النور لتكون وجبة دسمة لائقة بهم.


فكرة المدونة كانت تراودني منذ مدة حينما بدأت الكتابة قبل سنتين ونيف من الآن، ولكن بسبب معرفتي القليلة لعالم المدونات ودهاليزها الممتعة، وإنشغالي الكثير بالدراسة الجامعية والتحصيل العلمي أخرا كثيرا لولادة مدونتي الجديدة التي أحببت أن تكون نسخة ناصعة البياض لشخصيتي وصوتا صوماليا مغايرا يأتي من وسط الركام، وجمالا يشع بريقة من شرق القارة السمراء وفوق أكمة الدمار والأشلاء المتناثرة إلي العالم العتيق، وومضة مضئية في دروب المنافي والتشريد والمعاناة.

وكانت إرادتنا أن نجد منبرا خاصا لنا، أكتب فيه أحلامي وأسطّر في داخله عصارة أفكاري ومداد قلمي، وما تجود به قريحتي من الأدب السلس والخواطر الرقيقة والتأريخ الذي نأخذ عنها العظة والعبرة، والحب الذي يعد قوام الحياة، وأبث فيها همومي وآلامي، ومكامن الذكريات التي تعتصرني تارة وترسلني إلي سحيق الجمال تارة أخرى، وتأريخ بلدي ونضاله، وميزات شعبي وأيامه، وكفاح أمتي وملامحها البطولية الخالدة، وتراثها العريقة وتقاليدها التليده، وألعابها الفلكورية ورقصاتها الشعبية وأساطيرها الموغلة في القدم، وحكمها السيارة وأمثالها العجيبة الممتدة في طول بلدي وعرضه، والوطنية التي تؤنسنا في الغربة وفي الوطن كأصوات رقيقة تشق سكون الملامح التي اكتست بالسكون والأسى، وقصص الخيال التي تلمع في سماء حياتنا الملبدة بغيوم الحزن وسحب الحرائق والحروب العبثية.

فكان ولادة لحن غير معهود في ماضينا البعيد كسر حواجز الخوف وقاوم صوادم الأيام وبحر الذكريات المؤلمة، أودعت فيه مناجاتي الشجية لأطياف الجمال، وتركت بين سطورها مودتي الصافية لشرائح شعبي وأحلامي الأرجوانية وأوهامي التي يحملها شغفي للكتابة الذي لا يهدأ، وتركت بين سطورها طموحاتي وآمالي، وسجلت إنطباعاتي عن الحب والحياة وكلماتي الحزينة وإبتساماتي المثقلة بأصداء السنين والماضي البعيد وتراجيدية الحاضر وسطوري الملئية بنشوة الفرحة وإنكسارات الحياة.

ونثرت في أثيرها بهاء الحروف، وسطوع الفكرة، ورونق الحكايات، وسحر الأدب، وعبير القصص، وروعة الرحلات والتنقلات، وفي إسفيرها الرحب بدأ الخيال يختال ويزهو، والكلمات تترنم وتشدو، وتبوح العاطفة كل مالديها، وفي سجلاتها الناصعة ترقد آرائي بسلام وبهناء مع واقعها مستمدة القوة من مآضيها وتستشرف المستقبل بعيون لاتعرف المستحيل ولاتهزم قبل المشوار، حتي أصبحت عنواني وإشارتي التي تنير لي الطريق وتمثل لي حياة إفتراضية وتمديدا للعمر المحدود، لأنها تقوم بملء فراغي ولو عبر الحروف والكلمات بعد الرحيل والفناء، كما باتت المدونة واجهتي المألوفة وجسرا يمتد بيني وبين القارئ، لكونها تحمل بصماتي الخالدة وتكشف ماهيتي وشخصيتي بدون عناء، ومن خلالها تدرك مدى ثقافتي  وهواياتي وتوجهاتي السياسية بدون عناء أودوران أو تلون أونفاق.

وبعد سنة من تدشين المدونة ألتفت حولي فتبدو الحياة إمضاءت خالدة من الزمن الجميل ومشاعلا للحبور كونتها بعرق الجبين، فأدخل بحر من الإبتسامات العذبة مصدرها الرضى التام لما قدمته هذه الفترة، وألتفت إلي الأفق وزرقته العميقة وإلي حلم قد تحقق كنت أظنه صعب المنال بسبب المحبطين والمثبطين، فتهزني المشاعر وترتمي الأحاسيس المترعة بالجمال إلي حضن مدونتي البهية كفراشة السواقي ، وأرى آمال تحققت كادت أن تضيع قبل أن أعانق كأس مجدها وحسبتها قد انطوت وتوارت عن الأنظار ودخلت داخل كومة من الأحزان وقيود مكبلة من السوء والسواد.

وعلي ضفاف الأنغام الشدية والألحان الزكية لسرحاني أتذكر عن المدونة التي إحتضنتني عندما هربت إليها من الغربة وحرقتها، حينما كنت أتلوى بمتاهاتها القاتلة ورطبها الشديد كالشتاء القارص، وكيف كانت معيني الذي لا ينضب، وصديقي الوفي الذي يمنحني لحظات البهاء وساعات الهناء في زمن الترحال ومباهج المنافي.

ومن خلال مراقبتي لذوق القراء أكتشفت أن جل المتابعين يحبون الثقافة والمواضيع الأدبية ذات الطابع الإنساني والجمالي، فسلكت هذا الجانب وركزته وتركت السياسة وتعقيداتها، والتحليلات وتشابكها، والتدوينات التي تتصدر في قائمة المشاركات الشائعة هي:
1: رقصة طانتو ضوء من التراث الصومالي
2: ذكريات علي ضفاف النيل
3: من سكون الغربة إلي راحة الوطن
4: كسمايو عروس المحيط
5: طودان ملك القافية والأدب
6: هرر ماض تليد وحاضر مجيد
7: الحلم الضائع1
8: من وحي الطبيعة
9: الرحيل نحو المجهول2
10: لهيب الشوق

فيما تقود الولايات المتحدة علي الدول الأكثر قراءة تليها إثيوبيا فالسودان، ألمانيا، الصومال، المملكة العربية السعودية، كينيا، وجنوب افريقيا، إندونيسا، أووكرانيا.

وأخيرا أتاحت لي المدونة أن أدافع فكرتي وقيمي وتوجهاتي دون أن أخطب ود الغير وإرضائه، ومنحتني شهرة وإستقلالية وصل صداها إلي الآفاق وحيث لم أفكر يوما في حياتي، وهل فكرت يوما أن بدويا صوماليا ولد وترعرع في مرابع قومه ومرابض أهله في وسط الأحراش وبين الحقول وأجمة الغابات الكثيفة سيقرأ منشوراته من جواتيمالا غربا إلي أنغولا شرقا، مرورا بالولايات المتحدة، وألمانيا، وانجلترا، وفرنسا، والأرجنتين، وتشيلي، وإيطاليا، وأستونيا، وأوكرانيا، وبلجيكا، والبرازيل، وأرمينيا، وتركيا، وأذربيجان ، وأفغانستان، ومن صقيع سيبيريا إلي أحراش آسيا البعيدة في التنين الصيني والسمورائي الياباني، وبلاد شنواترا تايلاند، والفليبين وآسيا الوسطى، وشبه جزيرة الجمال والتناقضات الهند وباكستان وبنغلاديش.

كما منحتني بعدا افريقيا خالصا بعدما أصبحت المدونة صديقة للقارئ الإفريقي من مختلف أمصار قارتنا الحبيبة من أرض الكنانة والنيل الفياض مصر، إلي  بلاد منديلا مهد الجمال جنوب افريقيا، وكونغو، وتنزانيا، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وغابون، وجيبوتي، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا، وكينيا، ومالي، ونيجيريان وملاوي، والسنغال، والكاميرون، وغامبيا، وبنين، وغيرهم.

كما أصبحت المدونة بابا مهما للقارئ العربي الذي يعاني أصلا ندرة في المعرفة لكل ما يتعلق في شان الصومالي الجريح، ذاك البلد العربي الإفريقي الذي يعاني من نزيف حاد لم يقف أكثر من عقدين من الزمان، وشكلت نافذة مهمة من الصومال  يجد الزائر العربي ضالته ويقرأ من خلالها الأشعار والأمثال والحكاوي والعادات والتقاليد والأعراق والأخبار الصومالية.


ميناء غَرَعَدْ.. بارقة أمل في وسط الهزائم

  بعد انتهاء معرض مدينة "جالكعيو" للكتاب الذي كان يهدف إلى نشر السلام والمصالحة الشاملة بين القبائل -قبل تعزيز الثقافة والمعرفة- ف...